حوارات و تقارير

تصاعد العدوان الإسرائيلي: فصل غزة وتدمير ممنهج وسط صمت عالمي

يشهد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تزايداً غير مسبوق في العنف، ويبدو أن هذا التصعيد ليس مجرد تعبير عن توتر مؤقت، بل يحمل في طياته أهدافاً خفية، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تحقيقها. من الواضح أن استهداف المدنيين ومنعهم من العودة إلى منازلهم يهدف إلى تنفيذ خطة استراتيجية تقضي بفصل شمال القطاع عن جنوبه، ما يثير تساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذا التصعيد.

استهداف شمال القطاع: خطوة لتفريغ الأرض الفلسطينية

المحلل السياسي جمال رائف أشار إلى أن العدوان الإسرائيلي المتزايد على شمال قطاع غزة يعكس نوايا نتنياهو في فصل القطاع، من خلال منع السكان من العودة إلى مناطقهم في شمال غزة. هذه الخطوة التي تهدف إلى تنفيذ تفريغ ديمغرافي يمكّن إسرائيل من الاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية. يرى رائف أن ما يحدث ليس سوى محاولة لإعادة احتلال القطاع بشكل غير مباشر عبر فرض واقع جديد يمنع الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم.

الاغتيالات وتصاعد الصراع: استمرار الحرب هو السيناريو الأقرب

رغم الدعوات الدولية لوقف التصعيد، يرى مراقبون أن اغتيال زعيم حركة حماس يحيى السنوار لن يؤدي إلى إنهاء الحرب قريباً. الأهداف التي حددها نتنياهو، وعلى رأسها إنهاء حكم حماس وتحرير الأسرى الإسرائيليين، لم تتحقق بعد، مما يعني أن الحرب ستستمر. في الوقت الذي يعتقد فيه بعض القادة الغربيين أن اغتيال السنوار قد يكون نقطة تحول، إلا أن حكومة نتنياهو لم تحسم خططها لآلية حكم غزة بعد انتهاء الحرب.

التوترات الإقليمية تمتد إلى لبنان

العدوان الإسرائيلي لم يتوقف عند حدود غزة، بل امتد ليشمل مناطق أخرى في الشرق الأوسط، حيث شنت إسرائيل غارات على جنوب لبنان، مما أدى إلى زيادة التوترات مع حزب الله الذي تعهد بتصعيد القتال ضد إسرائيل. في هذا السياق، أعلنت إيران، الحليف الرئيسي لحزب الله، أن استشهاد السنوار سيعزز “روح المقاومة” في المنطقة.

العدوان الإسرائيلي يواصل المجازر بحق المدنيين

مع استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ارتفعت حصيلة الشهداء إلى 42,718 فلسطينياً، إضافة إلى أكثر من 100,000 مصاب، بحسب وزارة الصحة في غزة. هذه الأرقام تكشف حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع، حيث استهدفت الغارات البنية التحتية والمرافق الحيوية، ما أدى إلى تدمير شامل لقطاعي الصحة والتعليم، وخلق أزمة إنسانية متفاقمة تؤثر على الفئات الأضعف، من الأطفال وكبار السن والنساء.

جامعة الدول العربية تدين جرائم الاحتلال وتدعو لتحرك دولي

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن ما يحدث في غزة هو “حرب إبادة جماعية” من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وقد ألقى الضوء على الأضرار الكارثية التي لحقت بالخدمات الحيوية في القطاع، مما سيؤدي إلى تداعيات طويلة الأمد على المجتمع الفلسطيني. جاء ذلك في كلمة ألقاها السفير حسام زكي نيابة عن أبو الغيط في اجتماع مشترك لتقييم الآثار الاجتماعية والاقتصادية للحرب.

رسالة المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني

رغم العدوان الإسرائيلي المتواصل، فإن الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية قدم للعالم مثالاً نادراً في الصمود أمام حرب الإبادة الجماعية التي تشنها دولة الاحتلال. هذه الحرب لم تستهدف فقط أرواح الأبرياء، بل سعت لتدمير النسيج الاجتماعي والاقتصادي للشعب الفلسطيني. وبحسب الأمين العام للجامعة العربية، فإن آثار هذه الحرب ستستمر لأجيال، وتحتاج إلى جهود دولية هائلة لإصلاحها.

في الختام، فإن استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وسط غياب حلول دولية فاعلة، يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية والدمار الذي يعصف بالمنطقة. ومع تعنت نتنياهو في إنهاء الحرب، تظل الأوضاع متأزمة، مما يستدعي تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوقف هذه الحرب التي تهدد استقرار المنطقة بأكملها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى