زيارات تاريخية.. هل تتمكن مصر من فض الخلافات بين أرمينيا وأذربيجان برعاية الرئيس السيسي؟
وقع الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم مع نظيره الأذريبجاني، عددا من مذكرات التفاهم المشتركة في مجالات الثقافة والموارد المائية، وبين وزارتي التجارة والصناعة المصرية والاقتصاد الأذرية، وذلك خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أذربيجان والتي بدأها أمس الجمعة قادما من الهند.
مباحثات مشتركة مع أذربيجان
كما عقد الرئيس السيسي اليوم، مباحثات على مستوى القمة مع الرئيس الأذري إلهام علييف في قصر “زوجلوب” الرئاسي بالعاصمة باكو، وذلك في ثاني أيام زيارته الرسمية لأذربيجان، وقال السفير بسام راضي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسي استهل اللقاء بتقديم خالص التعازي والمواساة بالنيابة عن الشعب المصري في ضحايا حادث إطلاق النار على السفارة الأذرية في طهران.
وشهدت المباحثات، تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أشاد الرئيس “علييف” بالمسار الإصلاحي الاقتصادي في مصر، الذي كان مؤداه التحسن الملحوظ والمستمر في مؤشرات الاقتصاد المصري، كما أكد الجانبان أهمية البناء على عمق العلاقات التاريخية الودية الطيبة بين مصر وأذربيجان على المستويين الرسمي والشعبي.
زيارة تاريخية إلى أرمينيا
ومن المقرر، أن يتوجه الرئيس إلى أرمينيا، بعد زيارته إلى أذربيجان، حيث وصفت وكالة الأنباء الأرمينية “أرمينبرس”، زيارة الرئيس السيسي، المرتقبة بـ”التاريخية”، وأنها فرصة لتعميق العلاقات المصرية الأرمينية، حيث من المقرر أن يتوجه الرئيس السيسي، إلى أرمينيا ضمن زيارته الرسمية للمنطقة وذلك بعد انتهاء مشاركته في عيد الجمهورية الهندي.
وقالت أراكس باشايان، الخبيرة في الدراسات العربية، في تصريحات للوكالة الأرمينية، إن زيارة الرئيس السيسي المرتقبة لأرمينيا هي حدث تاريخي، حيث تعد المرة الأولى التي يزور فيها رئيس مصري أرمينيا منذ استقلالها، موضحة أنه يجب استغلال هذه الفرصة لتعميق العلاقات مع مصر بشكل عام، لأن أرمينيا بحاجة إلى تعزيز الشراكة في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأكدت أنه يمكن القول أن أرمينيا جزء من منطقة الشرق الأوسط الكبير، ولديها اتصالات تاريخية وثقافية مع مصر تمتد لقرون، وكان العنصر الأرمني حاضرًا في مصر في فترات زمنية مختلفة، بين النخبة العسكرية والسياسية، وفي التجارة والمجالات الحرفية وغيرها من القطاعات، مشددة على أن المجتمع المصري يعرف الأرمن جيدًا وأيضا أرمينيا.
أهداف زيارة الرئيس إلى أرمينيا
وعن أبرز ما يتناوله الرئيس السيسي في زيارته إلى أرمينيا، أكدت باشايان أن زيارة الرئيس السيسي ستكون فرصة لتعزيز العلاقات الثنائية، مشيرة إلى أن أرمينيا فرصة لتطوير القطاع العسكري التقني مع مصر، وأيضا تعزيز العلاقات الاقتصادية مهم للغاية، حيث لوحظ النشاط بالفعل في السياحة، وتتوفر رحلات جوية مباشرة منتظمة.
وسلطت الخبيرة الأرمينية في الدراسات العربية الضوء على وجود وعمل الجالية الأرمنية في مصر، مؤكدة أن الحكومة المصرية تولي اهتمامًا كبيرًا بالجالية الأرمنية، وتهتم أرمينيا برفاهية الجالية الأرمنية في مصر، والتي تعتبر جسر العلاقات بين البلدين.
تسوية الخلافات بين أرمينيا وأذربيجان
وعن احتمالية أن يناقش الرئيس السيسي، خلال زيارته إلى أرمينيا وأذربيجان، ما يتعلق بالخلافات بين البلدين، فهو أمر مستبعد، وذلك وفقا للدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية وخبير العلاقات الدولية، الذي أكد أن زيارة الرئيس السيسي، إلى أرمينيا وأذربيجان، تأتي بهدف توسيع دوائر التحرك المصري، وتطبيقا لاستراتيجية الاستدارة شرقا التي شرعت فيها القاهرة منذ تولي الرئيس السيسي.
وأضاف فهمي، أن زيارة الرئيس السيسي إلى أرمينيا وأذربيجان، لا علاقة لها بالخلافات بين البلدين، وإنما لتجديد دوائر التحرك خارجيا، خاصة في ظل وجود تركي وإيراني في هذه المنطقة، وبالتالي تسعى مصر لتعميق علاقتها مع أذربيجان وأرمينيا، مشيرا إلى أنه يوجد ترحاب كبير من هذه الدول، ومن هنا فإن الهدف من الزيارة هو تجديد العلاقة.
أهداف زيارة الرئيس إلى أذربيجان وأرمينيا
وأشار إلى أن مصر تعتمد في تحقيق مصالحها، على الدبلوماسية الرئاسية، ومؤسساتها مثل الأزهر وهو له دور كبير في هذه الدول، منوها بأن هذه الدول لا يوجد بينها وبين مصر مساحات تجاذب أو تباين في الرؤى، وسيعود هذا التحرك على مصر بإيجاد مساحة تحرك كبيرة في منطقة الكومنولث وآسيا الوسطي، ما يحقق للقاهرة مكاسب متعلقة بالاقتصاد والاستثمار وريادة الأعمال.
وأوضح الدكتور طارق فهمي، خبير العلاقات الدولية، أن زيارة الرئيس تنقل رسالة إلى روسيا مفادها أن مصر قريبة مما يجري في الإقليم، خاصة أن روسيا لديها حضور قوي هناك، وأيضا لا يمكننا أن نطلق على الزيارة أنها مناكفة لإيران وتركيا، وإنما تأتي في إطار أن كل دولة تبحث عن مصالحها، وبالتالي تؤكد الزيارة على 3 أمور:
تأكيد الحضور المصري في النطاق الآسيوي.
تأكيد استراتيجية الاستدارة شرقا.
تحقيق مصالح مشتركة مع هذه الدول ما يعود على الاقتصاد المصري.
زيارة الرئيس إلى أذربيجان
آليات تحقيق المصالح المصرية
وأكد فهمي أهمية الأدوات المصرية في تحقيق النقاط الثلاثة وهي الدبلوماسية الرئاسية، ومؤسسات الدولة مثل الوزرات إلى جانب الأزهر صاحب الدور الكبير في جمهوريات آسيا الوسطى.
وشدد على ضرورة توظيف كل أدوات القوى الناعمة لمصر، مع هذه الدول بما يحقق المصالح الدبلوماسية العليان لأن العالم يمر حاليا بحالة سيولة، ولابد من حجز دور في الترتيبات السياسية والاستراتيجية، لأن آسيا الوسطى، والشرق، لديه ترحاب كبير ومصداقية في التحرك مع مصر بهذه المنطقة التي ستكون محل ترتيبات سياسية واستراتيجية في النظام الدولي.