باحث في التاريخ يتحدث لـ “صوت القبائل” عن تاريخ حي الرويعي بالقاهرة وسبب تسميته
أسماء صبحي
حي الرويعي هو مكان مشهور للغاية، واسم يتردد على الألسنة كمعلم قابع، وكهمزة وصل بين القاهرة الخديوية والقاهرة الفاطمية. يقع شارع الرويعي من أول شارع البكرية وينتهي لشارع وش البركة. ويبلغ طوله مائة وأربعون متر وبأوله جامع الرويعي بقرب جامع البكرية.
تاريخ شارع الرويعي
ويقول عبد اللطيف جنيدي، الباحث في التاريخ، إن شارع الرويعي قديم للغاية الآن، وهو مزدحم بالمارة والمحلات والبيع والشراء. ويعتبر هذا الحي سوق تجاري له أثر في الاقتصاد المصري وفيه كل ما يحتاجه البيت المصري. وبشارع الأزبكية وبالقرب من جامع الشرايبى المعروف بجامع البكرى يقع مسجد الرويعي. والذي كان بداخله صهريج يملأ سنوياً من النيل للشرب. وبجواره قطعة أرض موقوفة عليه بها شجرة نبق.
وأضاف عبداللطيف، أنه لم يكن لشارع الرويعي ذكر في المصادر التاريخية. إلا أن حادثة ما في تاريخ مصر جعلت الشارع يأتي أكثر من 300 مرة في كتب الجبرتي، ألا وهي حادثة الحملة الفرنسية. فكان قادة الحملة الفرنسية يسكنون في منطقة الأزبكية. بينما هناك يكمن مصدر الخطر والإزعاج على الحملة الفرنسية وجيشها. حيث الأزهر والمنطقة الفاطمية بالكامل ومن خلفها المقطم وأماكن أخرى يخرج منها الثوار ضد الحملة وأحيانا بعض فلول المماليك. ولذلك كان يجب على الحملة الفرنسية أن تتحرك وكان طريقها هو شارع الرويعي والذي سفكت فيه الدماء وكان سيتخذ موطنا للعربدة، لولا زوال الحملة نفسها.
سبب التسمية
وتابع جنيدي، أما عن الشخصية التي سمى الشارع على اسمها، فهو واحد من أشهر التجار في مصر. وكان شهبندرهم الكبير، وهو السيد شهاب الدين أحمد بن محمد الرويعي. كان من أصل مغربي حيث ورد نعته فى وثيقته المؤرخة فى 12 ذي الحجة سنة 1116 هجرية بـ” بفخر التجار المغاربة عمدة الحواجدية المعتبرين”. وجاء لمصر خلال الربع الأول من القرن 11 هجرية الـ 17 ميلادية. وقد بدأ حياته التجارية بشراء نصف وكالة بالجهة البحرية من رشيد كانت تعرف بابن النفيس. ثم ازدهرت تجارته وعظمت ثورته واتسعت دائرة نشاطه من الرشيد إلى الإسكندرية. حتى قيل له الوجيه الأمثل والجناب العالي مستجمع المفاخر والمعالي عليه أعيان السادة التجار بمصر المحروسة والأقطار الحجازية.
وأوضح أن الثروة التي جمعها من تجارته الواسعة ساعدته على القيام ببعض الأعمال الخيرية. التي كان أهمها في أوائل القرن الحادي عشر هجرية / 17 ميلادية بتجديد مسجد زغلول برشيد. وإنشاء مسجده ومدفنه بالقاهرة الذي لم يبق من عمارته الأثرية غير مأذنته و التي تقع في الركن الجنوبي الغربي بالمسجد.