مرأه بدوية

حرفة النسيج أوشكت على الانقراض.. النساء يبدعن في صناعته في أخميم

دعاء رحيل

يوجد في مركز أخميم الكثير من النساء الذين يقومن بتدريب غيرهن من نساء أخميم، بهدف الحفاظ على الحرفة من جانب، وتوفير مصدر رزق للسيدات ونستعرض خلال السطور التالية مراحل عمل النسيج.

النول

في غرفة واسعة تزين جدرانها أعمال النسيج الرائعة نجد النول، الذي تصنع من خلاله “السدوة” أو “الخيوط الطويلة”، وهو عبارة عن إطار خشبي مكون من ثلاث أضلع، يعلو عن الأرض بمسافة ثلاثة أمتار تقريبًا، يتدلى من الضلع الأمامي حلقات مستديرة صغيرة مصنوعة من الخيط المقوى عددهم 48 حلقة.

توضع بهذه الحلقات خيط نسيج يشد، وينقل على وتد، وهو إطار خشبي آخر أكبر من الأول قليلا، ليجمعهم على شكل كورة خيط كبيرة، وتعد “السدوة” هي أساس النسيج.

تطريز اللوحات النسيجية من وحي خيالها، فتقوم الجمعية بعمل رحلات تنزه لنوره حيث الطبيعة الربانية والأشكال البشرية والحيوانية المختلفة لتلتقط بعينها بعض المناظر وتقوم برسمها بخيط النسيج على اللوحة النسيجية “بحب الجديد مش القديم في الفن” بكلمات بسيطة عبرت نوره عن طريقة اختيارها للمنظر التي ترسم، رافضة عدم تكرار الموضوع مطلقا.

تضيف سميرة عطية، مديرة الجمعية، عن نوره، إنها الفنانة الوحيدة في المكان هي ومريم، وتميزت نوره بلوحاتها الجميلة الساحرة، وبالقطة الغربية قائلة: “كان فى زيارة لحديقة الحيوان وكان هناك ولد جلسان بجوار بعضهم فى منظر غرامي، فقامت برسمهما بطريقة مبدعة، وفى رحلة أخري قامت سميرة بضربها علي يدها لمنعها من قطع الورد فى الحديقة، فنقلت غضبها من ذلك على لوحة نسيجية رائعة”، وغيرها من اللوحات التي تملي المكان.

 

توضح عطية، أن العمل فى المركز ينقسم إلي نوعين نساجات وفنانات، وتعتمد طبيعة العمل النساجات على تدريبهم على حرفة النسيج بداية من الخيط والإبرة وحتى تصميم قطعة النسيج والتي تتنوع مابين كوفرتات، ومفارش للسرير، وسفرة، وشيلان، وستائر، وتستمر مدة التدريب حوالي 3أشهر من بعدها تعتمد النساجة على ذاتها في تصميم قطعة النسيج مع استمرار المتابعة والأشراف.

 

تردف إلي أن الرسومات تتقسم إلي رسومات قبطية وإسلامية، وأن عملية تداخل الألوان في قطعة النسيج تتم عن طريق تصميم رسامة معينة لتنقلها على النسيج وأحيانا أيضا يكون لها مطلق الحرية في تذوق الألوان، يختلف هذا طبقا لعمر النساجة وخبرتها في العمل، ولكن الفنانات بالمركز يجهز لهم المركز رحلات فى الطبيعة لاختيار موضوعات تطرز على قطعة النسيج.

أما عن حرفة النسيج تشير مديرة الجمعية أنها أوشكت على الانقراض بسبب عدم توارث الحرفة، فأغلب الحرفين يمنعون أولادهم من تعلم صناعة النسيج، نظرا لصعوبة العمل به بالإضافة إلي قلة الدخل العائد منها، ولهذا تحرص الجمعية على ضم اكبر عدد لها من السيدات للمحافظة علي الحرفة التي تشتهر به المدينة منذ قديم الأزل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى