حوارات و تقاريرمرأه بدوية

نساء قبيلة “حمادة” تكشفن لـ “صوت القبائل” أسرار عملهن كمرشدات للدروب الجبلية

أسماء صبحي 

في مشهد غريب وغير مألوف داخل المجتمعات البدوية في مصر، تظهر سيدة ترتدي نقاباً وعباءة سوداء. وتقود مجموعة من السيدات أثناء ممارستهن رياضة السير في الطبيعة عبر دروب وعرة وسط جبال جنوب سيناء. وذلك بعدما قررت قبيلة “حمادة” التي ينحدر أفرادها من قبائل البدو الرحل، في نهاية مارس عام 2018. الموافقة على أن تعمل نسائها كمرشدات للدروب الجبلية. خاصةً لكونها مجموعة البدو الوحيدة من سكان هذه المنطقة التي تقوم بهذه الدور.

بداية عمل مرشدات الدروب الجبلية

وفي البداية؛ تقول السيدة “أم ياسر”، التي تبلغ من العمر 47 عاماً. إنها انضمت إلى جمعية “درب سيناء” منذ عام 2018 برفقة ثلاث سيدات أخريات. وهي جمعية تعاونية تعمل على تنظيم رحلات السير على الأقدام في الجبال، وجذب هواة هذا النوع من الرياضة السياحية.

وأضافت “أم ياسر”، أنها يمكنها السير بسهولة في الرمال ووسط الحجارة وتفادي الصخور بمرونة. وهي ترتدي حذاءً رياضياً خفيفاً محلي الصنع يناسب طبيعية عملها. متابعةً: “النساء في قرية وادي صحو ليس لديهن عمل، والإرشاد للدروب الجبليةهو العمل الوحيد المتاح أمامنا. وأتمنى أن يكون هناك مزيد من السياح بانتظام حتى يصبح لدينا دخل دائم”.

مرحلة تاريخية

ومن جهتها، قالت السيدة “أم محمد”، أن عدد المشاركين في رحلات السير على الأقدام في جبال سيناء تضاعف بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. ولهذا السبب قررت جمعية “درب سيناء” الإعلان عن رحلات تقودها مرشدات من أجل هواة السير في الطبيعة من السيدات فقط.

ووصفت “أم محمد” هذه المرحلة بكونها مرحلة “تاريخية”. مشيرة إلى أنه بالنظر إلى العادات والتقاليد البدوية، لا يمكن اعتبار عمل المرأة كمرشد أمرًا عادياً. ولكن ما جعل الأمر ممكناً هو أن البدويات معتادات منذ الصغر على التجول في كل مكان بالجبل أثناء قيامهن برعاية الماعز. كما يعرفن النباتات المختلفة وفوائدها الطبية، ولا تخفى عليهن أنواع الحيوانات أو أسماء الأماكن.

وأوضحت “أم محمد” أنها حصلت على موافقة زوجها للانخراط في هذا العمل. بشرط أن تقوم بإرشاد مجموعات من السيدات فقط، وأن تعد إلى منزلها مساء كل يوم.

تقاليد المجتمع القبلي

وعلى صعيد آخر، يقول إبراهيم غانم، الذي يعمل أيضاً في مجال الإرشاد للدروب الجبلية. إن المجتمع القبلي لديه تقاليد وعادات يجب على الكل أن يحترمها. ورغم ذلك فهو لا يمانع في أن يسمح لزوجته بالعمل كمرشدة للسيدات. ولكن في حال عرض عليها قيادة مجموعة مختلطة من الرجال والسيدات، فلن يقبل مطلقًا. لافتاً إلى أن الأمر تطلب خمس سنوات من المفاوضات لكي يتم السماح للنساء بالعمل كمرشدات.

وفي السياق ذاته، يقول عيد عوده، أحد أبناء قبيلة “مزينة”، وهو زوج إحدى السيدات اللاتي تعملن في مجال الإرشاد. إنه لا يمانع عمل النساء كمرشدات، موضحاً أن هذا العمل يساعد في توفير “دخلاً إضافيًا”. خاصة وأن العمل في القرية يقتصر على رعاية الأغنام أو الصناعات التعدينية، وهو ما لا يكفي لإعاشة السكان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى