قبل 4000 عام.. الفراعنة أصحاب السبق في الدورات الأولمبية
دعاء رحيل
عرفت مصر الرياضة منذ ما يقرب من 4000 عام، وهو ما أكدته متون الأهرام (2400 ق.م)، بحسب حسن سعد الله في كتابه أسرار الفراعنة، مشيرًا إلى نوعين من الرياضة التي مارسها المصري القديم رياضات بسيطة للتسلية والمرح والتي كانت تمارس في القصور والحدائق مثل صيد الأسماك والطيور، ورياضات قاسية كانت تستلزم جهدا وأداء معينا وكان يمارسها العسكريون بسبب طبيعتها العنيفة مثل التحطيب والمبارزة والمصارعة وحمل الأثقال.
وقال سعد الله أن مصر القديمة نظمت أول دورة ألعاب أولمبية في عهد الملك رمسيس الأول (1290-1292 ق.م)، واستقدمت مصر لاعبي المصارعة ورمي الرمح والمبارزة وجرت مسابقات بينهم وبين اللاعبين المصريين، وهو ما أكدته بعض نقوش معابد الرمسيوم ومدينة هابو في المناظر التي يظهر فيها مصريون يصارعون رجال يظهر من شكل وجوههم ولحاهم أنهم ليبيين أو شاميين.
رياضة الجري
ويرجع الدكتور زاهي حواس في كتابه الألعاب والترفيه في مصر القديمة، بذور الرياضات الأولمبية إلى التقليد السياسي المتبع في مصر القديمة والمعروف بعيد الحب سد، وهو الاحتفال الذي يقام بعد مرور 30 عامًا على حكم الملك ويكون بمثابة اختبار لمدى لياقته البدنية لحكم البلاد لفترة جديدة. ويوضح حواس أن من ضمن الاختبارات أن يمارس الملك الجري وراء ثور منطلق محاولًا أن يقيده باستخدام حبل بانشوطة.
ويشير حواس أن مسألة اللياقة البدنية للملك كانت تضمن لياقته العقلية من منطلق أن العقل السليم في الجسم السليم، مشيرًا إلى أن الرياضة اليومية كانت جزءًا أصيلًا من مظاهر الحياة اليومية للملك والأمراء.
المصارعة
ويضيف سعد الله أن مناظر بني حسن والتي حوت توثيقًا وتسجيلًا لحركات المصارعة بين اللاعبين، لافتًا أن قواعد اللعبة كانت تستلزم أن يجبر الخصم على لمس الأرض بثلاث مواضع كاليدين والركبة. ويلمح سعد الله أن لعبة المصارعة كانت قاصرة على العسكريين المصريين، وفي عصر الدولة الحديثة (1550-1077ق.م) نظمت منافسات بين المصريين والكنعانيين وكان يسبقها حفل استقبال للاعبين الوافدين.
ويضيف الكاتب أنه كان من عادة اللاعبين المصريين قبل المباريات أن يرددوا بعض العبارات لإلقاء الرعب في قلوب المنافسين الأجانب، مثل “سأسحقك” أو “أنت تتشدق فقط”.
المبارزة ورفع الأثقال
ويورد سعد الله أن المصري القديم عرف رياضة رفع الأثقال، وهو ما أشارت إليه نقوش الدولة الوسطى (2055-1650ق.م) في مناظر يظهر فيها الرجل وهو يحمل صندوقًا مملوءًا بالرمال باستخدام ساعد واحد ويقوم برفعه لأعلى مع الاحتفاظ باستقامته.
وفي نقوش معبد مدينة هابو مناظر المبارزة والتي يستخدم فيها المتبارزون سيوف خشبية تحمي أطرافها رؤوس من الرصاص وتشبه إلى حد كبير سلاح الشيش الحالي، مضيفًا أن بعض النقوش أظهرت الخصوم وهم يحمون خصورهم وذقونهم بدروع مصنوعة من الجلد.