ظاهرة فلكية فريدة جسدها المصريين القدماء.. ما هو سر تعامد الشمس على معبد أبوسمبل؟
أميرة جادو
شهدت مدينة أبوسمبل السياحية جنوب أسوان ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني، وهي إحدى الظواهر الفلكية الفريدة التي جسدها القدماء المصريين داخل معبد الملك رمسيس الثاني، وهي ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد أبوسمبل، حيث حضر أكثر من 3 ألاف سائح وزائر مصري من مختلف أنحاء العالم، لمشاهدة هذه الظاهرة الفلكية والهندسية النادرة التي تحدث مرتين في العام. 22 أكتوبر و22 فبراير.
كيفية التعامد
تتعامد الشمس على وجه ٣ ثماثيل فقط، وهي:
- تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني.
- تعامد الشمس على تمثال الإله رع حور أخته.
- تعامد الشمس على تمثال الإله آمون.
والجدير بالإشارة، لا تتعامد الشمس على وجه التمثال الرابع فهو الإله (بتاح)، حيث اعتبره المصري القديم إله الظلام.
نظريات تشرح الظاهرة
فسرت بعض النظريات التي تفسر سبب حدوث هذه الظاهرة، وهي:
- النظرية الأولى، أن قام المصريين القدماء بتصميم المعبد لتحديد بداية الموسم الزراعي وإثرائه بناءً على علم الفلك.
- النظرية الثانية، أن هذه الظاهرة تأتي في يومي تعامد الشمس، اللذان يوافقان عيد ميلاد الملك رمسيس الثاني ويوم توليه العرش.
ويرجح أنه تم اختيار وتحديد الإضاءة قبل البدء في عملية النحت، حيث يتطلب معرفة كاملة بعلم الفلك والعديد من الحسابات الأخرى لمعرفة بالضبط انحدار محور معبد أبوسمبل من الشرق الحقيقي، علاوة على ذلك، كما تظهر المعجزة في محور مستقيم مثالي بطول 65 مترًا مقطوعًا في الصخر.
من هو مكتشف ظاهرة تعامد الشمس؟
اكتشفت الظاهرة الفريدة في عام 1874 صحفية تسمي “إميلدا إدواردز” وفريقها وكتبت عنها في كتابها الذي صدر عام 1899، وما كتبته عن هذه الظاهرة كان كالتالي:
“عند شروق الشمس، تصبح التماثيل العجوزية ذات تأثير لا يُصدق ومغطاة بإكليل جميل من الخوف والتبجيل.
إذا لم يلاحظ أحد سقوط ضوء الشمس على التماثيل، فإنه يشك في تأثيره الكبير المحسوب بدقة وفقًا لعلم الفلك والحساب عند قدماء المصريين، وذلك لأن اتجاه المعبد تم حسابه بدقة بزاوية معينة لاستقبال هذه الإشعاعات على وجوه التماثيل الأربعة”.
سر تعامد الشمس على رمسيس الثاني
وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور بسام الشماع، الباحث في عالم المصريات، لـ “صوت القبائل العربية”، أن ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني صباح اليوم بمعبد أبوسمبل بأسوان تدل على عبقرية المصري القديم خاصة أن معظم المعابد قام المصري القديم ببنائها بخلاف معبد أبوسمبل والذى تم نحته في الصخور كتمثال ابو الهول وهذه عملية أصعب كثيرا من عمليات البناء، حتى استطاع المصري من خلال ذلك النحت دخول ضوء الشمس لمسافة كبيرة تصل لأكثر من ٦٠ مترا حتى تدخل من البوابة الرئيسية والوحيدة للمعبد، وذلك لتتعامد على وجوه ثلاث تماثيل من أصل أربعة وهم تمثال رع حر إلى جواره تمثال رمسيس الثاني وهو مرتدى التاج الأزرق وهو في مصر القديمة يمثل تاج الحرب وإلى جواره هيمن رع أو أمون رب الشمس الأسطوري وتمثال بتاح ملك العالم السفلى.
وأشار الباحث في عالم المصريات، إلى أن التعامد كان يحدث من قبل أيام ٢١ أكتوبر و٢١ فبراير ولكن خوف العلماء من أن يغمر هذا الأثر الهام من بحيرة ناصر تم عمل دارسة وتم نقله ٦٤ مترا فوق المكان الذى كان فيه ليتغير التعامد ويزيد يوم ليصبح ٢٢ أكتوبر و٢٢ فبراير وقد بذلت مجهودات كبيرة لنقل المعبد وتم انفاق الملايين للحفاظ على هذا الأثر الذى يدل على عبقرية المصري القديم في مجالات الهندسية والفلكية والچولوچية التي استطاع من خلالها أن يطوع الصخور ليحقق ما يريده من ١٢٠٠ سنة قبل الميلاد.
من هو مكتشف معبد أبو سمبل؟
وكشف الباحث في عالم المصريات، أن هناك علماء رجحوا أن تكون هذه التواريخ ذكرى ميلاده والأخرى تنصيبه على عرش مصر ولكن لا يوجد نص واحد قديم أشار إلى ذلك كما أن هناك علماء ذكروا أنه ربما هذا التاريخ مرتبط بمواعيد المواسم الزراعية عند الفلاح المصري القديم بما لها من أهمية وقتها. جعلت الفلاح المصري من أعظم الناس المشتغلين وقتها بالزراعة على مستوى العالم ولكن أيضا لا يوجد نص يؤكد أن تاريخ التعامد مرتبط بمواسم الزراعة. لافتًا إلى أول من اكتشف معبد ابو سمبل هم النوبيين المصريين وهم من قاموا بأخبار عالم الآثار بوخارت بمكان المعبد بين الصخور ومن بعده جيوفنى بلزوني ولذلك ينسب الفضل لأبناء مصر في اكتشاف هذا الأثر العظيم.
وأكد “الشماع”، لـ “صوت القبائل”، إن هذه الظاهرة برغم هذا الاهتمام العالمي بها تحتاج إلى لفت أنظار العالم أليها بشكل أكبر وذلك من خلال عرض هذه الظاهرة أثناء حدوثها على كافة شاشات العرض بالقاهرة الموجودة على الكباري والطرقات كذلك الاتفاق مع بعض القنوات الفضائية العالمية لإذاعة الحدث على الهواء مع شرح الظاهرة. ووضع بوستر بكافة المتاحف في مصر يشرح الظاهرة بكافة اللغات قبل حدوثها بأيام حتى يستطيع السائح الموجود بالفعل في مصر من زيارة اسوان ومشاهدة الحدث على الطبيعية.