المزيدتاريخ ومزاراتحوارات و تقارير
أخر الأخبار

عين القديرات.. ملتقى الحضارات

عين القديرات.. ملتقى الحضارات

سيناء – محمود الشوربجي

عين القديرات.. على ضفافها مرت أقدم الحضارات ومن مائها شربت جيوش عديدة طافت سيناء إما غازية أو مندحرة أو فاتحة أو محتلة. كان لها منبع قديم من سفح الجبل .. ثم مع مرور الزمن وجرف السيول للتربة تكون لها منبع جديد هوا المنبع الحالى لها.

وقال جمعة سلام، من أهل المنطقة، من قبيلة الترابين، خلال حديثه لـ «صوت القبائل العربية» أنه بجوار العين توجد القلعة. وحول القلعة بني حاجز حجري على مساحة واسعه فوق المرتفعات الجبلية المحيطة بالقلعة والوادى وعين المياه.

وأوضح “سلام” أن الروايات تقول أن الإغريق هم أول من انشأوا قلعة العين ويؤكد ذلك حجارة القلعة العظيمة وطريقة بنائها. وبعض المعلومات استقاها البدو من خبراء آثار يهود كانو يسرقون ماخف حمله من آثار فى المنطقة. حيث قالوا لهم أن هذه القلعة تعود إلى عصر هيلينا أى الإغريق. وتعاقبت العصور ومرت الأزمنة وجاءت جيوش صلاح الدين هي أيضا حينما كانت توفر الحماية لطريق الحاج فوجدوا فيها مصدر وفير للمياه فقرروا أن يرمموا القلعة الحصينة ويحيطوها بأسوار حصينة. ثم جاء العثمانيون حين جائو منذ مئات السنين هم أيضا رمموها.

وقال “سلام” لا أدري حتى هذه اللحظة وليس من العيب أن تقول لا أدري حين لا تدري، لكن من المحتمل أنهم كانو هناك منذ البداية لأنهم بالتأكيد كانو هناك فى النهاية حيث رحلوا عنها حين رحلوا وتركو آثارهم باقية حتى اليوم آلاتهم مازالت تعمل حتى يومنا هذا وأشجار الصنوبر التى جلبوها من مرتفعات الأناضول ما زالات خضراء يانعة والخزان الكبير مازال صالح للاستخدام.

كما أشار، يتقاسم المزارعون من قبيلة القديرات فى وادى العين حصصهم من المياه فى زراعة الزيتون ..

خطوط المياه

وأثناء تجوالي فى أرجاء وادي العين لفت انتباهى أمر غريب أربعة خطوط لنقل المياه أولها خط حجرى أو قناة مائية ربما كانت تنقل المياه إلى القلعة بل هذا ما أكاد أجزم به لأنها تنتهى هناك حيث لم أعثر على أثر لها مجاوزا حدود القلعة وثانيها خط أنابيب من الحديد الزهر بسمك ثمانية بوصة ينقل المياه من العين إلى أبعد من حدود القلعة بكثير بل ربما تعدى وسائل النقل الحديثه للمياة مسافة تجاوزت 40 كم.

والغريب أن هذه المواسير ما زالت تعمل حتى الآن برغم مرور قرابة مائة عام أو أكثر. وثالثها خط مواسير مصنوعة من القرميد بسمك 6 بوصات شيدها الانجليز وتجاوزت أيضا حدود القلعة ولكن لا أدري إلى أين انتهت لكنها لم تبتعد كثيرا على الأرجح لأن آثارها انتهت داخل وادى العين ولكنها خربت بفعل العابثين ولم تتحمل كما تحملت المواسير التركية لقد خربت سريعا تماما كما رحل الانجليز سريعا عن المنطقة.

أما الخط الرابع فقد انشأته الحكومة المصرية فى عهد قريب وهو من مواسير الحديد بسمك 4 بوصة ويمتد حتى قرية القسيمة بطول 5 كم تقريبا وكثيرا ما تحدث فيه أعطال ولكن يتم تصليحها حيث تعتمد قرية القسيمة والقرى المجاورة على المياه التى تنقل بواسطة هذا الخط لتصب فى خزان علوى فى قرية القسيمة ينقل بعد ذلك بواسطة سيارات نقل المياه إلى القرى المجاورة.

كما أضاف “سلام” أن اللافت للنظر أن الأودية القريبة من العين يوجد نقوش على أحد الصخور، غير معروف إلى أي عهد تنتمي هذه النقوش.

الواحة

من جهته قال شعبان قنديل الفضالي، الباحث في التراث السيناوي، خلال حديثه لـ «صوت القبائل العربية» أن واحة “عين القديرات” الواقعة بقرية القسيمة التابعة لمركز الحسنة، بها نبع مياه جبلي طبيعي يتم ضخ مائه إلى قرية القصيمة لإستخدامه في الشرب و يستخدم أهل المنطقة جزء من ماء العين في زراعة أشجار الزيتون و يعتبر زيت زيتون عين القديرات من أجود أنواع الزيوت في العالم .و هذه المنطقة لم يتم إستغلالها على أكمل وجه و يمكن أن تصبح منطقة عين القديرات مركزا سياحيا هاما لجذب الكثير من السياح لو تم الإعداد و التخطيط لها بشكل علمي مصحوب بالجدية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى