تاريخ ومزارات

باحث في علم المصريات يكشف لـ “صوت القبائل” أسرار علم التنجيم في مصر القديمة

أسماء صبحي

كانت مصر اليونانية والرومانية، ولاسيما الإسكندرية، ملتقى معظم الديانات والمذاهب الهرطوقية الشهيرة. والحركات الروحية الجديدة التي انتشرت في جميع أنحاء بلاد الشرق الأدنى القديم. وكانت نشأتها في سالف الأمر في القرون السابقة مباشرة لبداية العصر المسيحي، واللاحقة له مباشرة أيضاً.

لقد نشأت عن هذة الحركات والاراء الغريبة والمضطربة معتقدات وعادات غريبة. وقد شاع أن هذة المعتقدات جذورها من مصر القديمة. ومنها: (عقيدة هرميس والسيمياء، وتحويل المعادن الرخيصة إلي أخري نفيسة، والتنجيم). وإذا لم تكن هذة المذاهب هيلينيستية خالصة كما يشاع. فيمكننا عند إذٍ إثارة التأويل بأن المصريين القدماء هم أول من أنشأها. ولكن هذا غير مؤكد بالنسبة لنا حتى الآن.

علم التنجيم

ومن جهته، أكد محمد أبو حبشي، الباحث في علم المصريات، ومؤسس فريق حراس الحضارة للوعي الأثري. أن المصري القديم كان السابق بحضارته علمياً، وقد تميز في علم الفلك العملي. وأما بالنسبة إلى الاعتقاد والربط بين مواقع النجوم وتأثيرها على مصائر الأفراد وحظوظهم. فقد ورد ذكره لنا في المصادر الديموطيقية بأنه قد جاء من بلاد النهرين (العراق القديم)، وربما كان من العصر الفارسي. ولكن على أي حال قد ظهرت في وقت متأخر جداً في التاريخ المصري. لأنها دخيلة علي المصريين من حضارات أخرى.

وأضاف الباحث في علم المصريات: “كذلك خرائط السماء أو مايطلق عليها اسم دائرة الأبراج “zodiac”. فهي أيضاً دخيلة علي المصريين القدماء ولم تظهر إلا في حقبة زمنية متأخرة جداً من تاريخ مصر. وقد جاءت من الخارج أيضا، وهذا مختلف تماماً عن جداول معرفة الوقت في الليل عن طريق النجوم “decans”. فهذا النوع من العلوم كان من باب براعة المصري القديم في الفلك العملي. وكانت من بداية الدولة الوسطي على الأقل. ولم تستعمل قط للدلالة على حظوظ الأفراد وليس لها دخل إطلاقا بهذا الشأن”.

علم الطوالع

وأشار أبو حبشي، إلى أن علم الطوالع “hemerology” الذي قد عرفه المصريين القدماء. فهو فن يعرف من خلاله أثر اليوم أو الطابع العام لليوم من حيث السعادة والتعاسة وليس من باب قراءة الأقدار لفترات زمنية. وهو علم لايمت للتنجيم بصلة، فقد كان المصريون يقررون طابع يومهم من حيث الخير أو النحس. من واقع الأحداث الميثولوجية التي وقعت في تلك الأيام نفسها. وليس من حالة السماء مثلاً أو النجوم ومواقعها.

واختتم أبو حبشي حديثه قائلاً، إن المصري القديم رائداً في العلوم العملية سابقاً فيها. ولا علاقة له بالخرافات، وليس من الطبيعي أصلاً أن يجتمع التقدم العلمي والجهل والإيمان بالخرافات في نفس المجتمع الواحد. إلا في فترات متأخرة ساد فيها الفقر والجهل. وهي فترات الإضطرابات والاحتلالات والتي لم تستمر طويلاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى