أهالي أسوان يكشفون لـ “صوت القبائل” طقوس الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
أسماء صبحي
تتميز أسوان بأجواء خاصة للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث تنتشر سرادقات بيع الحلوي في الشوارع والطرق. خاصةً تلك التي تحيط بساحة الاحتفال الكبري بأرض المعارض. وهي الساحة التي تم تخصيصها منذ سنوات للطرق الصوفية لتستضيف أشهر المداحين. منهم الشيخان ياسين التهامي وأمين الدشناوي في الليلة الختامية ليلة الثاني عشر من شهر ربيع الأول.
الاحتفال بالمولد النبوي عند الصوفية
ومن جانبه، يقول الشيخ أحمد عبد الراضي، أحد أتباع الطريقة الشاذلية. أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كان في الماضي يبدأ من أمام ساحة المدينة بمدينة أسوان. وتتجمع الطرق الصوفية ويبلغ عددها نحو 33 طريقة كل واحدة منهم ترفع العلم الخاص بها، ذات لون معين. ويغلب على هذه الأعلام اللون الأخضر ومنها أيضًا الأسود والأحمر وغير ذلك من الالوان. ثم تنطلق بعدها “الطوافة” بكورنيش النيل في موكب صوفي حاشد بواسطة الخيول والسيارات وأعلام الطرق الصوفية. ثم شارع صلاح الدين ومنه إلى منطقة الطابية وحتى نهاية المسيرة في موقع الاحتفالات بأرض المعارض.
وأوضح عبد الراضي، أن المسيرة عادة تشهد تفاعلاً كبيراً من أهالي أسوان. الذين يصطفون على أرصفة الشوارع لمشاهدة الطرق الصوفية خلال مسيرتها. وتقوم الأسر وأصحاب المحلات بتوزيع الحلوى والمثلجات وبعض الأطعمة الأسوانية الشهيرة. والتي تعد خصيصا لهذه المناسبة من بينها “البليلة والأرز باللبن وغيرها” ابتهاجًا بذكرى المولد النبوي.
مظاهر الاحتفال في أسوان
وفي السياق ذاته، يقول الحاج أبو علم حسين، نقيب الإجتماعيين السابق. إن من مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف استعداد بيوت أسوان لاستقبال وإستضافة الأهل والأحباب في يوم المولد ليلة 12 من ربيع الأول.
وتابع الحاج أبو علم، إنه كانت هناك لجنة تضم شخصيات أسوانية كبيرة تتولي تجهيز وتنظيم الاحتفال حتي يخرج في أبهي صورة تليق بجلال المناسبة. حيث يقومون بتوفير السكر والزيت وتوزيعه ببونات على معامل الحلاوة والتجار الموسمين. وكذا توفير بونات خاصة بأثواب قماش الدبلان ومكونات البوية لزوم اليافطات التي كانت تزين ساحة المولد وشوادر التجار.
وأضاف الحاج أبو علم: “أما الزفة أو الدورة فقد كانت تطوف الشوارع الرئيسية. ومنها شارع عباس فريد الذي كان يسمى “الشارع الجديد”. ويشارك فيها بعض الهيئات الحكومية مثل الشرطة والمطافئ والإسعاف. بالإضافة إلى الطرق الصوفية التي يتقدمها الخليفة أو النقيب ممتطيا جواده. كما كانت تضم الحرفيين من المهن المختلفة كالمنجدين والحدادين. الذين كانوا يضعون الكير والسندال فوق عربة كارو والقيام بإشعال النار وصهر الحديد والطرق عليه في تناغم موسيقي. كما كان الترزية يرفعون ماكينات الخياطة فوق عربة تزينها ورود الجهنمية ذات اللون الأحمر. ويقوم الصيادون بحمل قارب صغير ممتلئ بالأسماك تعبيرًا عن فرحتهم بمولد المصطفى صلي الله عليه وسلم”.
احتفالات ذات طابع خاص
فيما أكد أنور دمرداش، وكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية بأسوان. أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في أسوان يتمتع بجاذبية خاصة. حيث يتوافد علي المدينة الآلاف من كافة المراكز وكذا من محافظات الصعيد المجاورة لحضور هذه الليالي العطرة. موضحاً أن حضور مراسم احتفال الليلة الختامية سيكون طبقاً للإجراءات الاحترازية بسبب فيروس كورونا.