تاريخ ومزاراتحوارات و تقارير

في الذكرى الـ81 لوفاة طلعت حرب.. تاريخ «أبو الاقتصاد المصري» مؤسس بنك مصر

أميرة جادو

تحل اليوم الذكرى الـ81 على وفاة طلعت حرب، الاقتصادي والمفكر المصري، وعضو مجلس الشيوخ المصري، وهو مؤسس بنك مصر ومجموعة الشركات التابعة له، يعتبر أحد أهم أعلام الاقتصاد في تاريخ مصر ولقب بـ “أبو الاقتصاد المصري” فقد عمل على تحرير الاقتصاد المصري من التبعية الأجنبية، وساهم في تأسيس بنك مصر.

من هو طلعت حرب؟

هو محمد طلعت بن حسن محمد حرب، من مواليد محافظة القاهرة، حيث التحق بالكتاب وحفظ القرآن قبل أن يتم دراسته بالمدرسة الخديوية في القاهرة، ويلتحق بعدها بمدرسة الحقوق الخديوية في 1885، التي كان لها دور مؤثر في تشكيل شخصيته وتحديد اتجاهاته.

تخرج في مدرسة الحقوق 1889، والتحق بالعمل كمترجم بالقسم القضائي “بالدائرة السنية”، ثم أصبح رئيسا لإدارة المحاسبات ثم مديرا لمكتب المنازعات حتى أصبح مديرا لقلم القضايا، وفي 1905 انتقل للعمل مديرا لشركة كوم امبو بمركزها الرئيسي بالقاهرة، ثم مديرا للشركة العقارية المصرية التي عمل على تمصيرها حتى أصبحت غالبية أسهمها للمصريين.

في 1910 عاد محمد طلعت حرب ليدخل في مجال الأعمال التجارية، وشارك مع عمر لطفي والأمير حسين كامل ورجل الأعمال البلجيكي ألفريد عيد، وعدد من تجار القاهرة البارزين، في تأسيس شركة التعاون المالي بمصر، وكانت هذه الشركة مؤسسة صغيرة عملاؤها من تجار المدن.

شارك في ثورة 1919 وبدأ بعدها في السعي لإنشاء  بنك وطني للتحرر من الاحتكار المصرفي الأجنبي، وساهم في إنشاء شركة التعاون المالي بهدف الإقراض المالي للمصريين، وعام 1920 أسس بنك مصر الذي كان نواة نهوضه باقتصاد البلاد، كما أنشأ شركات لدعم الصناعة المصرية وتحريرها من سيطرة الأجانب، ليكون بذلك أول من يضع حجر أساس النهضة الصناعية والتجارية في مصر.

تأسيس بنك مصر

تمكن طلعت حرب من أقناع مائة وستة وعشرين من المصريين بالاكتتاب لإنشاء البنك، وبلغ ما اكتتبوا به ثمانين ألف جنيه، تمثل عشرين ألف سهم، أي أنهم جعلوا ثمن السهم أربعة جنيهات فقط، وكان أكبر مساهم هو عبد العظيم المصري بك من أعيان مغاغة الذي اشترى ألف سهم، وفي الثلاثاء 13 ابريل سنه 1920 نشرت الوقائع المصرية في الجريدة الرسمية للدولة مرسوم تأسيس شركة مساهمة مصرية تسمى “بنك مصر”·

كساد اقتصادي

على الرغم من النجاح الذي حققه بنك مصر والإنجازات الاقتصادية التي قام بها. إلا أن الأزمات المفتعلة من قبل سلطات الاحتلال الإنجليزي وبوادر بدء الحرب العالمية الثانية أدت إلى حالة من الكساد الاقتصادي ودفعت المخاوف الكثيرين لسحب ودائعهم لدى بنك مصر مما تسبب في أزمة سيولة، ومما زاد الأزمة سحب صندوق توفير البريد لكل ودائعه من البنك، ورفض المحافظ الإنجليزي لبنك الأهلي وقتها أن يقرضه بضمان محفظة الأوراق المالية.

استقالة طلعت حرب

فذهب طلعت حرب إلى وزير المالية حينذاك حسين سري باشا لحل هذه المشكلة. وطلب منه إما أن تصدر الحكومة بيانا بضمان ودائع الناس لدى البنك، أو أن تحمل البنك الأهلي على أن يقرض بنك مصر مقابل المحفظة، أو أن تأمر بوقف سحب ودائع صندوق توفير البريد. إلا أن حسين سري رفض ذلك بإيعاز من علي ماهر باشا بسبب قيام طلعت حرب بمساندة خصمه النحاس باشا من قبل، واقترح الوزير حلا لهذه الأزمة لكنه اشترط تقديم طلعت حرب لاستقالته، فقبل على الفور هذا الشرط من أجل إنقاذ البنك، وقال كلمته المشهورة:

“فليذهب طلعت حرب وليبقى بنك مصر”.

عقب استقالته من إدارة بنك مصر، انتقل طلعت حرب للعيش في قرية العنانية، في مركز فارسكور بدمياط. حيث عاش بعيداً عن الأضواء، التزم “طلعت حرب” الصمت وعاش أيامه الأخيرة في عزلة فرضها على نفسه، وانقطعت الزيارات والسهرات، فقد كانت مصر قد بدأت في متابعة أخبار الحرب العالمية الثانية.. لم يكن لطلعت حرب حياة اجتماعية صاخبة فهو لا يحب السهر وينام مبكرًا وأصبح أسير المنزل وسط بناته الأربعة.

وهكذا مضت الأيام والأسابيع حوالى 24 شهرًا بالتمام والكمال حتى رحل طلعت حرب يوم 13 أغسطس سنة 1941. وبكته كل مصر عارفة بفضله وقيمته ومكانته التى لا ينكرها إلا جاحد، وجاءت جنازته بمثابة رد الاعتبار له، كانت جنازة مهيبة تليق بزعيم ثورة 1919 الاقتصادية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى