المزيدحوارات و تقارير
أخر الأخبار

«المسحراتي في مصر» تقليد رمضاني خالد بين صوت الطبلة ونداء الإيمان

كتبت – شيماء طه – المسحراتي في مصر ليس مجرد شخص يوقظ الناس لتناول السحور، بل هو رمز لتراث رمضاني يمتد عبر القرون، يربط الأجيال بنداءاته التي تتردد في الأزقة والشوارع وقت السحر. ورغم تطور التكنولوجيا وظهور المنبهات والتطبيقات الحديثة، لا تزال الطبلة التقليدية وصوت المسحراتي جزءًا أصيلًا من الأجواء الرمضانية المصرية.

تاريخ المسحراتي في مصر

ترجع عادة التسحير في مصر إلى العصر الفاطمي، عندما كان الحاكم يصدر أوامر بتعيين من يوقظ الناس لتناول السحور.

وكان التسحير يتم في البداية عبر الطواف في الشوارع باستخدام العصا والنقر عليها، قبل أن تصبح الطبلة هي الأداة الأساسية للمسحراتي.

ومنذ ذلك الوقت، أصبح صوت الطبلة وإيقاعها جزءًا لا يتجزأ من الهوية الرمضانية المصرية، حيث كان المسحراتي يطوف الشوارع مناديًا:
«اصحى يا نايم وحد الدايم.. رمضان كريم.»

دور الطبلة في طقوس المسحراتي

تعد الطبلة رفيق المسحراتي الدائم، فهي الأداة التي تجذب الانتباه وتوقظ النائمين دون إزعاج. وتتميز الطبلة المستخدمة في التسحير بصغر حجمها وخفة وزنها، مما يسمح للمسحراتي بحملها أثناء التجوال في الشوارع.

أنواع الطبلة المستخدمة:

الطبلة التقليدية: مصنوعة من الخشب والجلد الطبيعي.

الطبلة الحديثة: مصنوعة من البلاستيك والمواد الحديثة لكنها تحتفظ بالإيقاع التراثي.

تقنيات الضرب على الطبلة:

نقرات سريعة لإيقاظ الناس.

إيقاعات متنوعة تختلف حسب المنطقة.

المسحراتي في الثقافة الشعبية المصرية

لم يقتصر دور المسحراتي على التسحير فقط، بل أصبح شخصية محببة للأطفال والكبار. وقد تناولت السينما المصرية شخصية المسحراتي في العديد من الأعمال، مثل فيلم “المسحراتي” الذي قدم صورة حية لهذا التراث.

كما اشتهرت شخصيات رمضانية مثل المسحراتي سيد مكاوي الذي أبدع في تقديم أغاني المسحراتي بصوته العذب، ما جعل التسحير ليس مجرد نداء بل فنًا تراثيًا.

تحديات تواجه المسحراتي في العصر الحديث

رغم تمسك بعض الأحياء الشعبية بتقليد المسحراتي، إلا أن انتشار المنبهات الإلكترونية وتطبيقات الهواتف الذكية قللت من الاعتماد عليه. ومع ذلك، لا تزال بعض الأسر تفرح بمرور المسحراتي وتقدم له الحلوى أو العيدية، تقديرًا لدوره.

التراث بين الحاضر والمستقبل

يظل صوت الطبلة في رمضان جزءًا من الهوية الثقافية لمصر، إذ تعيد الأحياء الشعبية إحياء هذه العادة، للحفاظ على التراث من الاندثار. كما أن وزارة الثقافة تدعم هذا التراث من خلال فعاليات رمضانية تسلط الضوء على دور المسحراتي في المجتمع المصري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى