تاريخ ومزارات

مسجد محمد علي.. أحد أهم معالم قلعة صلاح الدين الأيوبي

أسماء صبحي

يعتبر مسجد محمد على بقلعة صلاح الدين الأيوبي من أهم معالم القلعة، حيث يعتقد الكثير أن قلعة صلاح الدين الأيوبي، هي قلعة محمد على باشا، وذلك نظراً لضخامة وجمال هذا الجامع.

بناء الجامع

طلب محمد علي باشا من المعماري الفرنسي باسكال كوست، تصميم جامع بالقلعة سنة 1820 م، ولكن المشروع توقف ولم يشرع البناء فيه إلا سنة 1830 م وفقا لتصميم مهندس معماري آخر تركي هو المهندس يوسف بوشناق، والذي قام بوضع تصميمه على غرار جامع السلطان أحمد بالأستانة (تركيا) مع وضع بعض التغييرات، واستمر العمل في المسجد حتى توفي محمد على باشا فى 1848 م ودفن في المقبرة التى أعدها لنفسه داخل المسجد.

وبعد وفاة محمد علي باشا، قام خلفائه بتطوير المسجد وترميمه، حيث قام عباس باشا الأول بإعطاء أوامره بإتمام البناء في المسجد في سنة 1264 هـ – 1848 م ، ثم قام الخديوي إسماعيل بإصلاحه في سنة 1280 هـ – 1863 م، وقام الخديوي توفيق بإصلاح رخام الصحن في سنة 1296 هـ – 1879 م.

وفي ى عام 1931 م، في عهد الملك فؤاد تكونت لجنة من كبار المهندسين الوطنيين والأجانب لفحص المسجد ووضع مشروع لإصلاحه فقررت إزالة قبته الكبيرة وما حولها من أنصاف القباب وقباب صغيرة وقررت إعادة بنائها بعد عمل شدة وهي هيكل من الصلب المجمع، وقد بدء العمل فيها في سنة 1935 ميلادية، وقد بلغت تكاليف أعمال الهدم والبناء 60 الف جنية مصري في ذلك الوقت، وبلغت تكاليف ونفقات البياض والزخرفة والتذهيب 40 الف جنية.

تصميم المسجد

يتميز مسجد محمد علي بتأثير الفن البيزنطي في تصميمه وتخطيطه، وللمسجد ثلاثة أبواب، أحدها فى منتصف الجانب البحري، والثاني يقابله في منتصف الجانب القبلي، والثالث في منتصف الجانب الغربى، ويؤدى إلى صحن متسع، يتوسط الصحن فسقية للوضوء، وهى عبارة عن قبة محمولة على ثمانية أعمدة لها رفرف محلى بزخارف بارزة مذهبة.

كما أن باطن القبة محلى بنقوش ملونة ومذهبة تمثل مناظر طبيعية، ويوجد أسفل الميضأة صهريج المياه وهو مثمن تغطية قبة صنعت جميعها من المرمر المدقوق بزخارف بارزة ذات رفرف خشبي ومقامة على ثمانية أعمدة رخامية، وباطن هذة القبة زين برسوم ملونة تمثل مناظر طبيعية متأثرة بالأسلوب الغربي.

وبداخل هذة القبة قبة أخرى ثمانية الأضلاع لها هلال رخامي نقش عليها بزخارف بارزة عناقيد عنب، وبها طراز منقوش ملون مكتوب عليه بالخط الفارسي بقلم الخطاط “سنكلاخ ” آيات قرآنية للوضوء، وتحمل التاريخ سنة (1263 هجرية – 1844م)، وله بابان أحدهما في الجانب البحرى والآخر في الجانب القبلى.

وفى الجهة الغربية من المسجد توجد دكة المبلغ، وهي محمولة على أعمدة وعقود من المرمر وصنعت درابيزينها ودرابزين ممرات القباب من البرنز المشغول، ويوجد في الجانب الغربي من المسجد قبر محمد على تعلوة تركيبة رخامية مدقوق بها زخارف وكتابات جميلة، ويحيط به مقصورة من البرنز المشغول أمر بصنعها عباس باشا الأول.

والمنبر الأصلي للمسجد فهو المنبر الكبير المصنوع من الخشب المحلى بزخارف مذهبة، أما المنبر المرمري الصغير الموجود على يسار المحراب فقد أمر بصنعة الملك فؤاد سنة 1359 هـ – 1939 ميلادية، ويضاء المسجد بالثريات البلورية الجميلة والتى تتكون من 365 وذلك نسبة إلى عدد أيام السنة، وتوجد بها مشكاوات زجاجية نسقت بأشكال بديعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى