حوارات و تقارير

«صعيدي ولف العمة قيراطين».. باحث في التراث يكشف لـ “صوت القبائل” أنواع “العمامة” حسب كل قبيلة

أميرة جادو

تعتبر “العمة”، من أكثر الأشياء التي تميز العرب  بشكل عام والصعايدة بشكل خاص عن غيرهم، فـ “العمامة” التي يتواجد منها العديد من الألوان لكن البيضاء منها مرتبطة حتى يومنا هذا بأهل الصعيد كأحد الموروثات الثقافية والشعبية حماية من الحر الشديد ورمزا إلى الرجولة، ارتبط بها العديد من الأمثال الشعبية والأغاني، على سبيل المثال: “من كبرت عمته الناس كلها في لمته”، و”صعيدى ولف العمة قيراطين مولع في قلبي نارين”، فبهذه الكلمات تحتفى الأغنيات الشعبية القديمة ــ على لسان المرأة ــ بالعمامة ومن يرتديها.

أنواع العمامة

وتقول القاعدة “أرنى عمامتك وكيف تلفها أقل لك من أي منطقة أنت”، فلكل منطقة في الصعيد عمامة معينة تراعى جغرافية المكان مثلما تراعى الموروث الشعبي والثقافي، فمثلًا “العمامة الأسوانية” تختلف في شكلها عن العمامة القوصية (القنائية)، التي تختلف أيضا عن عمامة المتصوفة كالإدريسية والدندراوية، والتي تختلف بدورها عن عمامة أصحاب المهن مثل طائفة الجمالة وغيرها، تمتاز العمامة الأسوانية بالطول مثلما ببناء مختلف في اللفة، حيث يتم لف العمامة وجعلها طبقات فوق بعضها البعض ولها فوائدها كالوقاية من حرارة الجو المرتفعة.

أما العمامة القوصية، عمة أهل قوص بقنا فتكون مفردة وليست ملفوفة كدوائر وهى غالبا ما تأخذ شكل سبعة كطبقات فوق بعضها البعض، وقد تكون العمامة ملفوفة بحيث تكون منطقة من القماش أعلى ومنطقة أقل على الجهة اليسرى أو على الجهة اليمنى، كما توجد بعض لفات من العمامة بسيطة وغير معقدة كالأسوانية والقوصية والدندراوية، وهى العمامة التي يتم لفها كدائرة بسيطة ملفوفة على الرأس.

تاريخ العمامة

يعود تاريخ العمامة  إلى أسلافهم الفاتحين من قبائل العربية القديمة، ومن وقتها أصبحت للعمامة في بلاد الجنوب المصري أشكال وألوان تختلف باختلاف القبائل في الصعيد، وفي هذا الإطار يوضح أحمد الجارد، الباحث التراثي، أن أشكال “العمامة” تختلف، وإن اتفقت في أغلبها على التزام “اللون الأبيض”، وفى استثناء نادر للأبيض، تلجأ القلة لاستخدام مادة “الزهرة” لتجميل وتمييز لون العمامة.

أنواع العمامة حسب كل قبيلة

وأضاف “الجارد”، أن “العمامة” بالنسبة لقبائل “الأدارسة” تتسم بالتميز وبكونها عبارة عن شاش أبيض طويل يتدلى على شكل ملفوف على يمين الكتف، وتختلف بذلك عن “عمامة” قبيلة “الأمارة” في قرية “دندرة” التابعة لمركز “قنا”، إذ تتكون من شاش يتدلى بمقدار كبير من الرأس حتى يبلغ الكتف، ويعرف باسم “العدبة”، أما عمامة قبائل “هوارة” فهي عمامة مميزة تتسم بصغر الحجم وبالشكل “الثماني”، أما عمامة “جعافرة”، وهى من أشهر قبائل العرب ذات الحضور في صعيد مصر، عمامة كبيرة بعض الشيء تتخذ شكلا بيضاويا.

وتابع “الجارد”، حديثه مع “صوت القبائل العربية”، أن نقباء الأشراف في صعيد مصر، يلتزمون بارتداء عمامة خضراء وشال باللون الأخضر أيضا، مشيرًا إلى أنه ورغم هذه المكانة وهذا الثراء، تواجه “العمامة” في الوقت الحاضر تهديدات فعلية تكاد تطيح بها إلى هوة “الاندثار”، فيلاحظ تراجع إقبال الأجيال الجديدة على ارتداء العمامة، خاصة بين الأجيال الأصغر سنا في محافظات الجنوب، كما في محافظة قنا، فالأغلبية العظمى تخلت عن هذا الموروث، فأغلبية الأوفياء للعمامة هم في سن الستين أو تجاوزوها، وتتراجع نسبة ارتداء العمامة كلما كانت المجموعة العمرية أصغر.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى