تراث البادية في سيناء.. رقصة “الدبكة” فن وتراث يتحدى الزمن على “أرض الفيروز”
أميرة جادو
يتمسك بدو سيناء بالعديد من العادات والتقاليد القديمة، والتي يتوارثونها جيل بعد الآخر، وتعتبر رقصة الدبكة الشعبية إحدى أهم صور التراث الشعبي في مناطق شبه جزيرة سيناء، الذي يستند إلى إرث فني وثقافي يمتد زمناً طويلاً عبر التاريخ تتناقله الأجيال خوفا من الاندثار، وأصبح العمل على هذا النوع من التراث يتم بشكل منسق بهدف نقل التراث السيناوي للمحافل الدولية والعالمية عن طريق فرقة العريش للفنون الشعبية، فهي الرقصة الجماعية الأهم والأجمل والتي يعشقها الكبار والصغار ، وتعتبر امتداد للدبكة المنتشرة في بلاد الشام وفلسطين.
حفلات الزفاف
وتعد “الدبكة” من الرقصات الفلكورية الشهيرة، والتي انتشرت في الآونة الأخيرة في حفلات الزفاف، وتتكون فرقة الدبكة من مجموعة من خمسة إلى عشرة أفراد، وعازف اليرغول أو الشبابة والطبل، حيث تتشابك الأيدي خلال أدائها كدليل على الوحدة والتضامن، وتضرب الأرجل بالأرض دلالة على العنفوان والرجولة، ترافقها أغان تعبر عن عمق الانتماء والحفاظ على التراث الشعبي الأصيل.
ثقافات مختلفة
وفي هذا الإطار، يؤكد سليمان عياط، الباحث في التراث السيناوي لـ “صوت القبائل العربية”، إنه بالرغم من تطور الثقافات وغزو العديد من الفنون المختلفة، إقليمية وعالمية في ظل التكنولوجيا الحديثة ،إلا أن الدبكة السيناوية حافظت على استمراريتها وحضورها في كل المناسبات، ولا يخلو عرس سيناوي منها، وغالباً ما يبادر الشباب الذين يجيدون أداءها للمشاركة في هذا النوع من الفن خلال المهرجانات والمناسبات الوطنية والاحتفالات الخاصة والأفراح والأعياد.
“أنواع الدبكة”
وعن أنواع الدبكة، أوضح “عياط”، هناك العديد من الأنواع، الدبكة الطيارة، والتي تتميز بالإيقاع السريع، فلا بدَ أن يكون من يزاولها يتمتع باللياقة، والحركة السريعة، تجانساً في الحركة مع أقرانهم، والدبكة الدلعونا، وهي ذات إيقاع متوسط، وأصبحت الدلعونا تغنى بأغانٍ جديدة الكلمات دون تغير في الرتم مع اختلاف في النغمات أحياناً، كأن نقول مثلاً على دلعونا ونضع أي كلمات نريدها حسب المناسبة.
وأضاف “عياط”، هناك نوع أخر من الدبكة، وهي دبكة زريف الطول، التي ينتشر فيها المديح والبحث عن الصفات الحلوة الموجودة في البشر، وهي تستخدم عادةً في الغزَل خلال الأفراح والمناسبات الأخرى.
دبكة الدحية.. والتراث البدوي
وتابع الباحث في التراث السيناوي، حديثه مع “صوت القبائل العربية”، قائلًا: “هناك دبكة الدحِّيّة، وينتشر هذا اللون من الدبكة عند البدو وهي خاصة بهم، وفيها تصفيق بطريقة خاصة تسمى “تسحيجات”، ويردد المشاركون كلماتٍ قد لا يفهمها الآخرون حيث يكون عازف “المجوز” واقفاً في وسط الحلقة بالقرب من المغني الذي يغني ويصدح بأغانيه التراثية ، وترد عليه بالغناء امرأة، تجيبه على النغم ذاته والموضوع ذاته، وتصير مناظرة بين الرجل والمرأة، وتزداد الحماسة عند أداء الأغاني الارتجالية، فكل واحد منهما يريد أن يثبت للآخر أنه الأقدر على تقديم الأفضل من الأغاني، وبكلمات مؤثرة.
وأكد “عياط”، إن الدبكة تراث يتحدى الزمن لن ولم نستغني عنه فهو مصدر الفرحة للجميع أطفالا كانوا أم كبارا، فهي فن راقي وجميل كفنون الرقص الأخرى يضيف البهجة والسعادة إلى الإنسان، موضحًا يصطف فيها الراقصون إما على شكل صف أو على شكل قوس أو دائرة وتكون عبارة عن حركات بالأرجل وتتميز بالضرب على الأرض بصوت عال مترافقة بالغناء والعزف الموسيقى ولها الكثير من الأغاني الخاصة بها من بين هذه الأغاني أغنيات لوطننا مصر ولبلدنا سيناء.