أغرب عادات وتقاليد العرب في مآتمهم
دعاء رحيل
يبكي الميت أمه وأخته وزوجته وعمته وخالته وبنت عمه، وهن يحللن شعورهن ويحثين التراب على رءوسهن ويندبنه بقولهن: «يا ويي يا حزني يا ولدي يا سبع.»
وأما الرجال فلا يبكون الميت ولا يندبونه إلا نادرا، ويقولون: «الميت لما مات عشاك أفيد منه»، ويقولون في التعزية «الله يرحمه، والله سوى اللي عليه أبو حمده» أي قرى الضيف وأنجد الرفيق، وهم يغسلون الميت ويكفنونه ويصلون عليه قبل دفنه.
ولكل قبيلة تربة أو ترب خاصة بهم، وغالب تربهم قرب الماء؛ وذلك لأجل غسل الميت قبل دفنه، وإذا مات أحدهم بعيدا عن الماء جعلوه في غرارة، وحملوه على جمل في الجنب الواحد، وجعلوا ما يوازنه حجارة في الجنب الآخر، وأتوا به إلى الماء وغسلوه وكفنوه، وإذا تعذر عليهم جلب الماء والمصل دفنوه بلا غسيل ولا صلاة، وهم يفضلوندفن موتاهم في الترب المدفونة فيها أولياؤهم.
حفرة واسعة
والقبر عندهم حفرة واسعة في أحد جانبيها حفرة ضيقة، يضعون الميت في الحفرة الضيقة على جنبه الأيمن، متجها نحو الكعبة ويسدونها بالحجارة، ثم يردمون الحفرة الواسعة ردما محدبا كسنام البعير، ويدل عل القبر حجر فوق رأس الميت، وحجر فوق قدميه، أو فرشة من الحصى فوق القبر ككله.
وهم يجعلون بدلة من ثياب الميت فوق قبره، فتبقى حتى تبلى أو يأخذها عابر سبيل، وفي بلاد الطور يعلقون بدلة من ثياب الميت في شجرة، أو يضعونها عل صخرة قرب الترية، ويقولون عند الدفن: «يا رحيم، يا رحيم، ارحم القبر المقيم» يكررون ذلك
مرارا، ويقفون عند رأس الميت ويقولون: “شجرة الدر عمتك وأمك النخلة”.
الحداد
أما «الحداد» على الميت فالرجال لا نصيب لهم فيه، وأما النساء فيحددن من أربعين يوماً إلى سنة كاملة، لا يلبسن فيها الحلي ولا جديد الثياب، ويخلعن البراقع فيتلثمن بخرقة سوداء، أو يغشين البرقع كله بالسواد وينقطعن عن الأفراح والمآدب، ثم في ليلة جمعة من شهر رمضان يذهب أهل الميت نساء ورجالا إلى القبر ويذبحون ذبيحة أو رأس معز تصدقا عن نفس الميت، يجعلون اللحم عند القبر ويقولون: «هذا عشاك ودع فلان وفلان (من الذين ماتوا قبله أو بعده) يأكل معك»، وكذلك يقدمون في نهاية السنة ذبيحة ناقة أو رأس معز، ويتصدقون بها على الفقراء.
تاريخ سيناء والعرب للكاتب نعوم شقير