تاريخ ومزارات

الهرابة شريان الحياة في قلب الصخر.. طريقة تخزين مياه الأمطار في الأماكن الصحراوية

دعاء رحيل

الهرابة أهم وسائل تخزين مياه الأمطار والسيول خاصة بمنطقة الحسنة ونخل بوسط سيناء. لذا يسعى جميع  أبناء القبائل البدوية بشمال سيناء لبناء الـهرابة. للاستفادة منها طوال العام في الشرب وفي كافة مناحي الحياة اليومية. حيث يقوم أبناء القبائل بإنشاء الهرابات في المناطق المنخفضة لتنحدر إليها مياه الأمطار والسيول من الأعلى، قنوات صغيرة تسمح بدخول الماء اليها حتى مصرف الهرابة.

مواصفات الهرابة

وفي هذا السياق قال كمال الحلو خبير التراث الشعبي السيناوي، إن الهرابة عبارة عن غرفة أسمنتية في باطن الأرض تتصل بمجرى يجمع مياه الأمطار لداخلها حتى تمتلئ. ومساحتها في الغالب تكون بين 4 أمتار للعرض ومثلهم للطول بعمق 6 أمتار على الأقل، وهناك أحجام أكبر بحسب احتياجات كل شخص عن الأخر.

كما أشار الحلو إلى وصول عمق الهرابة أحيانا من ثمانية إلى عشرة أمتار أو أكثر. وتكون فتحتها دائرية الشكل ملفوفة ومبنية من الحجارة الغشيمة أو الحجر الصوان. وتتسع من جوانبها من جميع الاتجاهات. لتصبح عريضة وعميقة ليتجمع فيها عشرات الأمتار المكعبة من الماء التي تكفى احتياج المزارعين طوال فصل الصيف.

وأضاف الخبير السيناوي، أن الرومان قد وضعوا خزان صخري بمنطقة القسيمة لجمع الماء وأثاره موجودة حني الآن. وهو يعد خزان مياه تتجمع فيه مياه عين القديرات في القصيمة وهي موجود حتى الآن . كما يوجد بئر مياه بمنطقه القصيمة بوسط سيناء تم حفره عن طريق قوات الجيش التركي أثناء وجودها في مصر في عام 1915 م. منوهًا أن في فصل  الصيف تكون المياه وكأنها في ثلاجة مع وجود فارق كبير لصالح الاولي. وفي الشتاء تكون المياه دافئة . سبحان الله في خلقة .كيف تخرج هذه المياه من باطن الجبال ؟.ومن أين مصدرها ؟ .هذه هي حكمة الخالق لكنها كنوز في ارض الفيروز منسية .

العثور على الهرابة الجاهلية

وفي سياق متصل قال تامر العراقي، من أبناء جنوب  سيناء، يوجد طرق عديدة لتخزين المياه عند العرب الأنباط خلال تجوالهم في مصر عبر سيناء، وهندسة المياه والري عندهم وطرق تخزين مياه الأمطار في الأماكن الصحراوية، والتي اختلفت عن طرق التخزين في أماكن العمران في عاصمتهم البتراء بالشام

وذكر العراقي موقع الهرابات في بجنوب سيناء فقد عثر على الهرابة الجاهلية وهو مسمي محلي أطلقه البدو نظرا لبعدها عن مظاهر العمران. وهي لها مدخل بالقرب من سانت كاترين عبر ممرات وعره ووجدت بالقرب من الهرابة مجري للسيول وكتابات عربيه ونبطيه ومقابر أعلي سفح الجبل. مشيرًا إلى الهرابة في المناطق الرملية يتم مد تربة طينية حتى تستقبل مياه الأمطار ولا تشربها الرمال. وعند سقوطها تنحدر نحو الهرابة لتملائها. كما اعتاد البعض حفر الهرابات بجوار البيوت الأسمنتية وتحويل المياه المتدفقة من على أسطحها لها للاستفادة منها.

كما نوه العراقي  أنه في المناطق ذات التربة الطينية والصخرية بوسط سيناء لا يحتاج الأمر سوى بناء الهرابة تحت الأرض. وتستقبل بشكل تلقائي مياه الأمطار المتساقطة أثناء سيرها على الأرض.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى