باب الحياة.. «الهرابة» وسيلة بدو سيناء لتخزين مياه السيول
أميرة جادو
يخزن البدو مياه الأمطار والسيول في «الهرابة» وذلك لاستخدامها في الشرب والحياة اليومية على مدار العام، وهي بركة اصطناعية محفورة في الوادي لتخزين مياه الأمطار والسيول، بعمق ثمانية إلى عشرة أمتار أو أكثر، وتكون فتحتها دائرية الشكل ملفوفة، يتم بناءها من الحجارة «الغشيمة» أو الحجر الصوان، وتتسع من جوانبها من جميع الاتجاهات لتصبح عريضة وعميقة ليتجمع فيها عشرات الأمتار المكعبة من الماء التي تكفى احتياج المزارعين طوال فصل الصيف.
وقد تستخدم أيضًا في تخزين الحبوب، ولصاحب الهرابة حرية التصرف بها وبمائها وله الحق بمنع اي رجل اراد ان يسقي دابته، ولكن إذا مر زائر بتلك الهرابة و اراد ان يشرب منها فلا يستطيع صاحب الهرابة ان يمنعه منها، وفي المقابل إذا كان مسيل الماء إلى الهرابة يمر من أرض الجيران فلهؤلاء الحق في أن يمنعوا ذلك المسيل .
والجدير بالذكر، يتم حفرها في المناطق أو الأماكن المنخفضة لتنحدر إليها مياه الأمطار والسيول من الأعلى، ويعدون لها قنوات صغيرة تسمح بدخول الماء إليها حتى مصرف الهرابة، وتعرف بالقنَّى أو جنا بالعامية، وإذا ما قارب الصيف على الانتهاء تقل مياهها وتنحسر في الأطراف وتصبح قليلة وعكرة ليضطر المزارع أو المار أن يلوح بدلوه إلى مكان تجمع المياه ليمتلىء ربع الدلو أو نصفه من المياه العكرة المخلوطة بطين رماديّ اللون .