قلعة زعبل: حارس الشمال السعودي
أسماء صبحي
تعد قلعة زعبل واحدة من أبرز المعالم التاريخية في المملكة العربية السعودية، وتقع في مدينة سكاكا بمنطقة الجوف. ويعود تاريخ القلعة إلى أكثر من 200 عام، ولكن هناك مؤشرات على أنها بنيت على أنقاض حصن أقدم يعود إلى العصر النبطي. ما يجعلها شاهدًا على تحولات كبيرة في التاريخ العربي القديم.
تم بناء القلعة على قمة جبل صخري يطل على المنطقة، مما منحها ميزة استراتيجية في الدفاع والمراقبة. وتضم القلعة أربعة أبراج حراسة متصلة بسور متين، بالإضافة إلى بئر داخلي يضمن توفر المياه أثناء الحصار.
دور قلعة زعبل عبر العصور
كانت القلعة مركزًا عسكريًا مهمًا خلال العصور الإسلامية والحديثة. حيث استخدمت للدفاع عن المدينة ضد الغزوات وتأمين خطوط التجارة في الشمال السعودي. وقد بقيت القلعة رمزًا للصمود والقوة، إذ تحملت عدة محاولات للسيطرة عليها بسبب موقعها الحساس.
قال الدكتور عبد الرحمن البقمي، أستاذ الآثار بجامعة الملك سعو: “قلعة زعبل ليست مجرد موقع أثري، بل هي سجل تاريخي يعكس الأهمية الاستراتيجية لمنطقة الجوف عبر العصور. وأسلوب بنائها يظهر تفوق العرب في استخدام التضاريس لتعزيز الدفاعات”.
وأضاف أن التصميم الهندسي للقلعة يمثل نموذجًا مميزًا للعمارة العسكرية التقليدية. فالمواد المستخدمة في البناء، وهي الصخور المحلية، ساعدت على تعزيز القلعة ضد عوامل الزمن. كما أن الأبراج والسور المرتفع يوفران إطلالة بانورامية على المناطق المحيطة، ما جعلها قلعة دفاعية من الطراز الأول.
روايات تاريخية وأساطير
ترتبط القلعة بعدة روايات تاريخية وأساطير محلية. حيث يعتقد أن الحصن القديم كان مقرًا لقادة محليين استخدموه لحماية القوافل التجارية المارة عبر منطقة الجوف. كما يروي السكان قصصًا عن دورها في حروب القبائل والملاحم التاريخية التي دارت في الشمال.
إلى جانب دورها التاريخي، تحولت القلعة إلى وجهة سياحية رئيسية تستقطب المهتمين بالتاريخ وعشاق المغامرة. وتقام حولها فعاليات ثقافية ومهرجانات تبرز التراث المحلي لمنطقة الجوف، ما يجعلها نقطة تواصل بين الماضي والحاضر.