حوارات و تقارير

وراء كل مثل حكاية.. قصة “إحنا دافنينه سوا”

أميرة جادو

تروي الأمثال الشعبية المصرية العديد من القصص الأسطورية، ومن بينها المثل الشهير “إحنا دافنينه سوا”، الذي يحمل في طياته حكاية طريفة تناقلها الحكي الشعبي عبر الأجيال.

قصة “احنا دافنينه سوا”

تدور القصة حول رجلين كانا صديقين مقربين، لا يفترقان في حياتهما اليومية، وكانا يعملان معًا في التجارة، حتى إنهما اشتركا في امتلاك حمار واحد، كان وسيلتهما الوحيدة لنقل البضائع من مكان إلى آخر داخل المدينة، كما كانا يؤجرانه أحيانًا للتجار الآخرين في أيام الراحة، ليكون مصدر دخل إضافي لهما.

وفاة الحمار وبداية الأسطورة

في أحد الأيام، مات الحمار الذي كان يمثل كل شيء لهما، فشعر الصديقان بحزن شديد، وقررا دفنه في الصحراء. لم يكتفيا بذلك، بل جلسا بجوار قبره يبكيان بحرقة، مما أثار فضول الناس الذين تساءلوا عن سر هذا القبر الغامض الذي اجتمع حوله الرجلان.

وبدون تفكير، تسرّع أحدهما قائلاً: “هذا القبر يعود لرجل صالح، كان جالبًا للرزق وصاحب كرامات”، فما كان من الناس إلا أن صدقوا روايته وبدأوا يتبرعون لهذا “الولي الصالح”، لعل بركته تحلّ عليهم وتيسر أمورهم.

تحول القبر إلى مزار مقدس

مع مرور الأيام، لم يعد القبر مجرد مدفن لحمار، بل أصبح مقامًا يتوافد إليه الناس طلبًا للبركة. حتى إن البعض بدأ يتحدث عن كرامات “مولانا”، وكيف أنه صاحب سر باتع تصل بركته إلى عنان السماء. كما بدأت التبرعات تنهال على القبر، وتحول إلى مصدر رزق للصديقين اللذين أصبحا يتوليان أمر هذا المقام المزعوم.

الخلاف وكشف الحقيقة

ظل الحال كذلك حتى نشب خلاف بين الصديقين حول تقسيم الأموال التي جمعاها من تبرعات الناس. اشتد النزاع بينهما، فقرر أحدهما تهديد الآخر قائلًا: “سأشتكيك لمولانا ليأخذ لي حقي”. فما كان من الآخر إلا أن انفجر ضاحكًا حتى سقط أرضًا.. ثم قال جملته الشهيرة التي أصبحت مثلًا متداولًا حتى يومنا هذا: “مولانا مين يا عم.. ده إحنا دافنينه سوا!”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى