حكاية “غرفة الجماجم” الغامضة.. تعرف على سر “كنيسة الموتى” في دير سانت كاترين
أميرة جادو
تضم مصر العديد من الأماكن السياحية التي تجذب السياح من كافة أنحاء العالم، ويعد دير سانت كاترين واحدا منها، فهو أقدم دير بالعالم وله قيمة تاريخية ودينية وسياحية، ويحتوي الدير على غرفة الجماجم تقع أسفل كنيسة خاصة لإقامة الصلاة والتأبين للرهبان والأشخاص المتوفين في الدير وهى مفاجأة حيث يمكن للزائر المحظوظ فقط أن يطلع على غرفة الجماجم البشرية وهى مكتظة بها في مشهد يبرز أن الإنسان يقع ما بين بداية ونهاية لا محالة منها.
“غرفة للعظة والعبرة بنهاية الإنسان”
تتضمن الغرفة على مئات من الجماجم المتراصة فوق بعضها بشكل هرمي.. وبالقرب من سقف غرفة الجماجم نوافذ واسعة تتسلل منها خيوط الشمس التي تتكسر فوق الجماجم فتخلف ظلالًا من الرهبة هكذا هي عادة رهبان الروم الأرثوذكسيين، فبعد موتهم بفترة يتم نبش القبر. وإخراج الرفات وعرضها في تلك الحجرة مع ما تبقى من عظامهم وفى وسط الغرفة ينتصب هيكل عظمى كامل لرجل يرتدى كامل ملابسه الكهنوتية وهو هيكل الراهب إسطفانوس الذي شيد بوابات التوبة في طريق جبل موسى.
وتعتبر هذه الغرفة من وجهة نظر الرهبان نوع من “العظة والعبرة” بنهاية الإنسان كما تحوى هذه الغرفة عظام بشرية للرهبان القدماء، إضافة لرفات القديسة كاترين، توجد بالدير “معضمة” تحوي رفات جميع الرهبان الذين عاشوا في الدير وحجرة الجماجم غالبا ما يتم منع الزائرين من دخولها.
“أربعين شهيد من الرهبان القدماء”
وفي البداية، يوضح هشام محيي، نقيب المرشدين السياحيين في جنوب سيناء، إن “غرفة الجماجم” داخل دير سانت كاترين تحتوي على جماجم وعظام بشرية.. تعود إلى الأربعين شهيد من الرهبان القدماء، الذين حاولوا إقناع كاترين بالحياة الدنيوية، بينما استطاعت هي إقناعهم بالحياة الربانية، وقد عاش الأربعين شهيد في الجبل فترة ما من الزمن، ولما توفي والد كاترين وتوالي عمها الحكم حاول بطرق كثيرة إرجاعها فلم ترضخ له فحضر بجنوده وقام بذبح الأربعين عالم لعدم استطاعتهم إقناع كاترين بالعودة وكانوا أول الشهداء في هذا المكان.
وأشار “محيي”، خلال حديثه مع “صوت القبائل العربية” إلي أن هذه الغرفة تقع أسفل كنيسة خاصة لإقامة الصلاة والتأبين للرهبان في الدير، وتعلوها غرفة بالقرب من السقف لها نوافذ واسعة تتسلل منها خيوط الشمس التي تتكسر فوق الجماجم فتخلف ظلالا من الرهبة.. وكانت هذه هي عادة رهبان الروم الأرثوذكسيين، فبعد موتهم بفترة يتم نبش القبر وإخراج الرفات ووضعها تلك الحجرة. ويتم وضع الرأس في مكان مخصص والأذرع في مكان خاص. والأرجل في مكان آخر مع ما تبقى من عظامهم.. مئات من الجماجم متراصة فوق بعضها بشكل هرمى.
وتابع “محيي” أنه في وسط الغرفة ينتصب هيكل عظمى كامل للراهب “إسطفانوس”.. وهو يرتدى كامل ملابسه الكهنوتية وهو الراهب “إسطفانوس” الذى شيد بوابات التوبة في طريق جبل موسى.. كما يوجد في الغرفة من وجهة نظر الرهبان نوع من العظة والعبرة بنهاية الإنسان.
“التصميم الداخلي لغرفة الجماجم”
وعن تصميم الغرفة الداخلي.. يقول “محيي”، أن “كنيسة الموتى” هي حجرة مصممة خصيصًا للحفاظ على جماجم وعظام الموتى من المطارئة ورهبان دير سانت كاترين فقط، أما عن داخل الحجرة فهي ذات المساحة الواسعة، أكوام على شكل هرمي من الجماجم.. وأخرى لعظام الأيد، وأكوام لعظام الأرجل وما يتبقى من رفات، وجميع الهياكل العظمية بالكنيسة للموتى حقيقيين من مطارئة ورهبان الدير على ما يقرب من 1700 عاما.. وهذه الغرفة تجذب الكثير من السياح لمشاهدتها والتقاط الصور التذكارية.
“نقل رفات الرهيان”
ومن جهته، أشار علي أبو دشيش، الباحث في الآثار المصرية، إلى أنه يوجد خلف كنيسة الجماجم ثلاث مقابر لدفن المتوفى من الرهبان والمطارئة، وعند وفاة أحد الرهبان يجري نقل رفات أقدم المتوفين لوضعها داخل كنيسة الجماجم، ووضع جسد المتوفى داخل المقبرة.. مضيفًا أنه يجري تميز رفات المطارئة عن رفات الرهبان، حيث يجري وضع عظام وجماجم الرهبان في فتحات مربعة داخل جدران كنيسة الجماجم، ويوضع عليها سلك، بينما توضع جماجم وعظام الرهبان في أرضية الكنيسة، على شكل أكوام من الجماجم، وأكوام من العظام.. لافتًا إلى أن عدد المطارئة بالدير لا يتجاوز 7 مطارئة خلال تاريخ نشأة الدير، بينما عدد الرهبان كبير جدًا.
وأكد “أبو دشيش”، أن أول شهداء كنيسة الجماجم هم الأربعين شهيد من الرهبان القدماء الذين حاولوا إقناع القديسة كاترينا بالحياة الدنيوية بينما استطاعت هي إقناعهم بالحياة الربانية.. وبالفعل عاش الأربعين شهيدًا داخل الجبل لفترة من الزمن، وعندما توفى والد القديسة كاترينا وتولى عمها الحكم.. حاول إرجاعها ولكنها لم ترضخ له، لذا جاء بجنوده وذبح الأربعين لعدم استطاعتهم إقناع القديسة كاترينا بالعودة فكانوا أول الشهداء في المكان.