دهاء الشيخ مختار حورية أثناء الاحتلال الإيطالي لـ “ليبيا”
أسماء صبحي
الشيخ مختار حورية هو أحد أبناء الدولة الليبية، والذي كان معروفاً عنه وطنيته وحبه الشديد لبلاده. وخلال الاحتلال الإيطالي قامت قوات موسوليني بإرغام علماء ليبيا وأعيانها على المشاركة في مراسم دفن الحاكم العسكري لليبيا بيترو بادوليو. وكان من بين الذين أرغموا على الحضور الشيخ مختار حورية، وهو من أشهر قراء القرآن في ليبيا.
حصل أن طلب الإيطاليون من الشيخ قراءة آيات من القرآن الكريم على روح الحاكم بيترو بادوليو. فخاف الليبيون على الشيخ، المعروفة عنه مواقفه الوطنية الرافضة للاستعمار الايطالي لبلاده. من بطش الطليان إن هو رفض هذا الطلب، إلا أن الشيخ – رحمه الله – تبسم، ورحّب بالفكرة. فقام وتلا آيات اختارها متعمداً من سورة الحاقة، وكانت: “خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ في سلْسلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذ.رَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إ.نَّهُ كَانَ لاَ يُؤْمنُ بالله الْعَظيم”.
وضح لاحقاً بأن الطليان لم يفهموا مغزى ما قرأه الشيخ، وإلا لتم إعدامه.
من هو الشيخ مختار حورية
ولد مختار حورية في طرابلس الغرب سنة 1888، أي عندما كانت ليبيا تحت الحكم العثماني. فحفظ القرآن الكريم وهو في السابعة عشرة من عمره. بعدها تفرغ للتعليم وتدريس كتاب الله، ثم عمل إماما مقرئا ومؤذنا في الكلية العسكرية العثمانية. بعدها سافر إلى اسطنبول فدرس فيها التلحين والفنون وأجاد العزف على آلة القانون والعود، ومارس التجارة.
عاد مختار حورية بعد سنتين الى بلده مفضلًا تعليم أبناء المسلمين كتاب الله. فباع محله التجاري، وتخلى عن آلاته الموسيقية حتى لا تلهيه عن رسالته العلمية. فباعها واشترى بثمنها ألواحاً ومحابر وفرشا جهز بها مدرسته.
في سنة 1942 أسس مدرسة لمحو الأمية، كما جعل من بيته صالوناً اجتماعياً. حيث حرص على استضافة الشخصيات العلمية والأدبية إلى أن توفي في طرابلس سنة 1951.