موسم الخير.. أشجار النخيل المثمرة تزين شوارع جنوب سيناء
أميرة جادو
يعتبر محصول النخيل من أهم المحاصيل الزراعية في سيناء، فهو كان غذاء الماضي، ومستقبل الأجيال القادمة، لذا لا يخلو شارع أو منزل في التجمعات البدوية من وجود “النخل” في أركانه، وأثناء موسم الإثمار تتزين الشوارع في كافة مدن سيناء بألوان النخيل الاحمر والأصفر والرطب الاسمر، فهي ليست فقط مصدرًا للطعام، ولكنها أيضًا عامل من عوامل التوازن البيئي وتخفيف تغير المناخ، ومصدر للحماية والظل من رياح الصحراء الرملية، كما يتسابق الاطفال والشباب في الطلوع أعلي النخيل والحصول على ثماره الناضجة، حتي أصبحت هواية ورياضة لأبناء سيناء واطلقوا علي الموسم “طالع النخل”.
“التوسع في زراعة النخيل”
أكد اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، إنه وجه بالتوسع في زراعة أشجار النخيل، وإحلالها محل أشجار الزينة في الشوارع الرئيسية بالمدن، لقدرتها الفائقة على النمو والإنتاج والتكيف مع البيئة الصحراوية التي تفتقر المياه، حيث تمتد جذورها وتنتشر عموديًا وأفقيًا في التربة حتى تصل إلى المناطق الرطبة التي تحصل منها على احتياجاتها المائية.
وأوضح “فودة”، أن التوسع في زراعة أشجار النخيل بالحدائق الوسطى للشوارع الرئيسية، يهدف إلى توفير كميات المياه واستغلالها في التوسع في زيادة الرقعة الزراعية للمحاصيل الغذائية الأساسية، خاصة أن المحافظة تعد من المناطق الصحراوية نادرة المياه، علاوة على أنها تزين الشوارع وتجعلها مبهجة خاصة خلال موسم البلح.
وأشار محافظ جنوب سيناء، إلى أن هناك تنسيقًا بين إدارات الحدائق والتجميل بمجالس المدن مع مديرية الزراعة، وذلك لرعاية والاهتمام بهذه الأشجار، وقد أثبتت التجارب نجاح زراعة النخيل بكافة أنواعه في ظل مناخ المحافظة، وتحولت شوارع المدينة في فترة وجيزة إلى أشجار منتجة لثمار التمور، ونسعى للاستفادة من هذه التمور بشكل يدير عائد اقتصادي للمحافظة.
“أشجار مثمرة بدون مبيدات”
وخلال موسم إثمار النخيل تتعاون إدارات الحدائق والتجميل بمجالس المدن مع مديرية الزراعة للرعاية هذه الأشجار التي أصبحت غذاء للطيور والمواطنين، وخاصة الأطفال الذين يتسارعون على جني التمور عقب نضجها، ومن جهته، يقول الدكتور محمد شطا، وكيل وزارة الزراعة بجنوب سيناء، إن النخيل من الأشجار المثمرة والمنتجة بوفرة بالرغم من عدم رشها بالمبيدات أو الأسمدة، لافتًا إلى أنه يطلق حملات وقوافل زراعية لمكافحة سوسة النخيل، وهذه القوافل لا تستهدف المزارع فقط، ولكنها تستهدف أيضًا أشجار النخيل التي تزين الشوارع، وتجميل الميادين، وطبيعة نموها غير المتفرعة تجعلها لا تعيق المرور، وتوفير الظل، وتعطي منظر جمالي رائع.
ولفت “شطا”، إلى أن أشجار النخيل قيمة تنسيقية لتزين الشوارع والجزر الوسطية والحدائق، فيمكن زراعتها كنماذج فردية بعيداً عن بعضها على أن يكون لكل شجرة نخيل شخصية مستقلة بذاتها، أو زراعتها كمجموعات بحيث تكون كل مجموعة مؤلفة من ثلاث إلى خمس نخلات من نوع واحد، وترك مسافة بين كل مجموعة وأخرى لا تتجاوز الـ5 أمتار، حتى لا تقع ظلالها على بعضها.
وأكد “شطا”، إن جميع أنواع أشجار النخيل يتم زراعتها بشكل جيد بالمحافظة، ونجح بالفعل زراعة العديد من أنواع التمور منها البارحي والمجدول داخل المزارع النموذجية التابعة لجهاز التعمير، وتعطي إنتاج غزير ووفير يجري تصديره للمحافظات الأخرى.
“ثروة طبيعية مهدرة”
وفي السياق ذاته، نوه عودة عفنان، أحد شيوخ من قرية الوادي بمدينة طور سيناء، إلى انه بالرغم من انتشار أشجار النخيل بكافة مدن المحافظة، وغزارة إنتاجها وجودته، ولكن محصولها مهدر، ويستفيد منه الطيور وبعض المواطنين، ولكونها فاكهة الصحراء المجانية، تصبح مصدر للهو الأطفال وجمع الثمار التي نضجت وتساقطت على الأرض، كما يقوم بعض المواطنين بتسلق الأشجار وقطع “سبايط” البلح إما لبيعها أو توزيعها على المواطنين.
وطالب “عودة” بضرورة استغلال هذه الأشجار وانتاجها، وتجنب إهدار آلاف الأطنان على الأرض، لعدم وجود شركات متخصصة تقوم بشراء وتجميع البلح، مناشدًا بإيجاد خطط لاستثمار هذه الثروة، ودعوة الشركات المتخصصة في إنتاج التمور بإقامة مصانع بالمحافظة، مما يسهم في توفير فرص عمل لأبناء المحافظة.