«عايش الأسمر».. مواقف إنسانية في زمن الإحتلال
رمزًا سيناويًا للأعمال الإنسانية..
مدرسة عايش الأسمر الإبتدائية أثر يخلد ذكراه..
سيناء – محمود الشوربجي
يُقال أن العطاء هو أول عطر يخرج من شجرة الحب، وهذا ما تمكن من تنفيذه الإنسان المحب للعطاء اللا محدود. فربما كان ذلك نابعًا من حبة لأهل سيناء كونه منهم، أو لأنه كان في الأصل رجلًا محبًا للعطاء دون مقابل. تلك الأزمات الماضية وخصوصًا في زمن الهجرة وقت الإحتلال الإسرائيلي ظهرت خلالها معادن الرجال. إننا اليوم بصدد الحديث عن شخصية سيناوية ساهمت في تقديم المساعدات الإنسانية لمئات الأسر مثلما فعل آخرون سنذكرهم لاحقًا.. وشخصية اليوم هو الحاج عايش الأسمر..
من هو «عايش الأسمر»؟
قال إسماعيل عايش، معلم خبير لغة عربية، ومن ذويه.. في حديث خاص لـ«صوت القبائل العربية» أن الحاج عايش من نفس عائلتي «الأسمر». وهي إحدى فروع «أولاد عبد الرحمن» إسحاق قبيلة الفواخرية. مؤكدًا جمعه لمعلومات عن إسم المدرسة من ذويه وممن عاصروه للتاريخ وللأجيال.
وأكد أنه عمل معلمًا لمادة اللغة العربية بمدرسة عايش الأسمر طيلة 10 سنوات قبل عام 2019م، وكان مسؤول عن العلاقات العامة بالمدرسة، قائلًا: «خطر ببالي توثيق نبذة عن سبب تسمية المدرسة بهذا الإسم للأجيال القادمة، مما دفعني إلى جمع معلومات مهمة وبارزة عن شخصية الراحل المتوفي منذ ما يقرب من 40 سنة مضت.
إنجازات الراحل عايش الأسمر
واستعرض «إسماعيل عايش» أهم إنجازات الراحل – عايش الأسمر – التي تتلخص في
جديرًا بالذكر أنه صدر للموثق إسماعيل عايش إسماعيل كتاب تعليمي عن دار نشر جاردينيا بالإسكندرية وهو «المتميز الصغير في مباديء التأسيس» وهو كتاب لكل معلم، وهو الآن موجه لغة عربية ومحب للكتابة الأدبية.
ساقية السُّمْران
أمّا «ساقية السُّمران» المشار إليها في الموضوع هي كانت عبارة عن بئر عميق للمياه على فوهته آلة تدار على محور لرفع الماء إلى قناة تسقي حولها من أرض وزرع وذلك للمناطق القريبة، أما المناطق البعيدة فقد استخدموا فناطيس صغيرة وجرات من الفخار مرفوعة على ظهر إبلهم لنقل المياه من الساقية إلى مزارعهم وأراضيهم، كانت مياهها صالحة للشرب والزراعة معاً إلا أن أهل العريش استخدموها أكثر للزراعة وفضَّلوا استخدام “بئر عطوان” للشرب لمياهه العذبة جداً والواقع في الشمال الشرقي من الساقية ببضعة كيلوا مترات.
هي أحد مصادر المياه القديمة والشهيرة بمدينة العريش، تقع في منطقة شعبية قديمة كانت مخصصة للزراعات في حي يعرف بـ “السُمْران” أمامها مدرسة عايش الأسمر الابتدائية خلف شارع “سمري مرعي” المعروف بشارع أسيوط، وشرق حي الجريرات وبئر عطوان في حي الفواخرية بمدينة العريش، عندها كثيب رملي عالي في منطقة عشوائية قديمة وشهيرة كانت قِبلة للمزارعين القاطنين حولها، ولعلها أحد المناطق التي تجسد للأجيال الحالية كيف كانت طريقة انتشال المياه من باطن الأرض كإحدى المصادر القديمة والمعروفة، وهي الآن مغمورة بالرمال بعد أن بُني عليها بعد تقسيم أراضيها. قيل كانت تضم مساحة كبيرة حولها من أراضي ومزارع موسمية.
وتعود ملكية الساقية والأرض المقامة عليها إلى عائلة الأسمر أحد فروع عائلات الفواخرية بالعريش، وسميت المنطقة بالكامل بـ “حي السُمْران” نسبة إلى ساقية السمران أقدم آثار مصادر المياه القديمة بالحي، وسميت الساقية كذلك نسبة إلى عائلة الأسمر.
ومن أشعارهم التي ذكروا فيها “الساقية” وبعض مناطق العريش هي:
عارف يا ولدي ساقية السمران .. بعد حي الجريرات و بير عطوان
كنت بروح بحماري في ساعة .. و الحين الربع بيكفي و الرجعة كمان
وسوق الخميس و حي الصفا .. كانوا بعاد ، أوه .. كنا مسافرين
والمساعيد هادي كانت بطنان .. ومن بركة حليمة لحد البحر بطين