سيناء – محمود الشوربجي
عُرف عن البدو في شبه جزيرة سيناء بسكنهم الخيام والعرائش، إحدى أهم العادات والتقاليد لدى بادية سيناء، ويسكنون الخيام في الشتاء والعرائش في الصيف.
العرائش: ومفردها لغوياً “العَرِيشَة” وجمعها عند أهل سيناء “عُرش” هي ثقافة وتراث سيناوي أصيل يحاكي الطبيعة والحياة الفطرية؛ قيل سميت مدينة العريش بهذا الاسم لكثرة عرائشها، أما عن مفاهيمها المعروفة؛ عرفت قديماً ب “العريشة”؛ وأطلق عليها بعضهم “الخُص” وعرفت عند أهل الوادي ب “العشة”. ولها مسميات عدة؛ حتى أنهم أطلقوا على العريشة الصغيرة ب “الخُن” ويبنوها للحيوانات مثل الكلاب والقطط، “الحوش” وهي شبه حظيرة تحفظ فيه الأشياء والدوابّ، وكذلك جزء منها مخصص لتربية الطيور والماعز والضأن وغيرها.
أما عن بنائها : عواميدها من جذع النخيل يطلقون عليها “ركائز” وينطقونها “ركايز” وسقفها وجوانبها الأربعة من أوراق النخيل مدعومة ببعض من أليافها ويطلقون عليها “سعف النخيل” أو “جريد النخيل”.
ومن أهم الأثاثات التي يستخدمونها لعرائشهم هي: “المَنسف” وهو طبق دائري الشكل مصنوع من الخشب يقدمون فيه الطعام للضيوف، “الباطية” وهي منسف صغير يستعملها رب العائلة الكبيرة، “الزَّلفة” ويسمونها الكرمية وهي أصغر من الباطية ويستخدمونها لخلط الدقيق وتقديم الطعام، “الهنابة” وهي مثلها مثل الزَّلفة ولكنها أعمق منها ويستخدمونها أيضاً لتقديم الطعام وعجن الدقيق، “القدح” وهي آنية من الخشب مربعة الشكل ولها يد وفم وتستخدم لشرب الماء وحلب الإبل، “حجارة الرحى” ويستخدمونها لطحن الدقيق.
“الغرابيل” ومفردها غربال، وهي لغربلة الحبوب وتنظيف الدقيق قبل عجنه، “الصاجات” ومفردها صاج، وهو من الحديد دائري الشكل محدب ويستخدم لخبز العيش والفطائر الرقيقة، “الحلل النحاسية” ويستخدمونها للطبخ.
“عدة القهوة” أهم الأثاثات في كل منزل لدى بادية سيناء، وتتألف من “المحماصة” وهي طاسة من الحديد يستخدمونها لتحميص البن، “الهون” ويطلقون عليه “جُرُن” وهو هاون صغير مؤلف من قطعتين من الخشب أو الحجر أو معدني منها (نحاس أو حديد) ويستخدم لطحن البن ومعه يد صلبة يدق بها تدعى “السحَّانة”، “البكارج” ومفردها بكرج وهو إبريق من النحاس لغلي القهوة وهو متعدد الأحجام وأصغرها يستخدم لتقديم القهوة وتبقى الكبيرة مغروسة في النار، “الفناجين” ومفردها فنجان، وهو فنجان صيني صغير واسع الفم يستخدم لشرب القهوة، ومنه من له يد وآخر لا، ويستخدمونها بدون صحون أسفلها، “الصينية” وهو طبق تقدم عليه فناجين القهوة أو الشاي وغيرها.
التقاليد: جمع تقليد و هو مصطلح يعني الموروث الذي يورث عن الآباء و الأجداد أي تقليد الأجيال في هذا أو ذاك المجتمع لمن سبقهم من الأجيال في العقائد و السّلوك و المظاهر. يوجد فرق بين لفظي ‘العادات’ و ‘التّقاليد’ رغم ارتباطهما ببعضهما فالعادة أو العادات هي الأمور المألوفة و التي اعتاد الفرد على القيام دون جهد و لفترة زمنيّة معيّنة أمّا التّقليد أو التّقاليد فيمثل الموروث الثّقافي لفرد أو قبيلة أو مجتمع عن آبائه و أجداده.
وأكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن لأهل سيناء عادات منها زيارة البحر للتبرك حيث كانوا يزورون البحر بخيامهم وإبلهم وغنمهم فيغسلونها في البحر ثم يذبحون الذبائح ويرمون رؤوسها وجلودها في البحر، قائلين «هذا عشاك يا بحر»، ويطبخون باقى اللحم ليأكلوا منه ويطعمون المارة.
وتابع «ولا تزال حتى الآن زيارة البحر من العادات التي يحرص عليها سكان العريش حيث يعتقدون أن النزول للبحر في يوم معين يحقق الشفاء من جميع الأمراض اقتداءًا بنبي الله أيوب عليه السلام ويطلق عليه أربعاء أيوب يحتفلون به كل عام قبل شم النسيم حيث ينزل الرجال للبحر من الصباح حتى العصر متقربين إلى الله بالدعاء.