المشير فؤاد ذكري ابن سيناء ..أعاد بناء القوات البحرية المصرية… اغراق المدمرة إيلات
المشير فؤاد ذكري ابن سيناء ..أعاد بناء القوات البحرية المصرية… اغراق المدمرة إيلات
كتب : حاتم عبدالهادي السيد
لقد لعبت القوات البحرية المصرية دورًا محوريًا في تحقيق نصر أكتوبر حيث كانت هناك مهام عديدة ملقاة على عاتقها واستطاعت تحقيقها بنجاح ومنها معاونة أعمال قتال الجيوش الميدانية في سيناء سواء بالنيران أو بحماية جانب القوات البرية المتقدمة بمحاذاة الساحل، وكان الفريق فؤاد ذكري ابن عائلة آل ذكري بالعريش قائدًا للقوات البحرية المصرية في الحرب.
ولد الفريق أول فؤاد ذكري، قائد القوات البحرية في حرب أكتوبر عام 1973، في السابع عشر من شهر نوفمبر عام 1923، والتحق بالكلية الحربية وتخرج منها عام 1946، برتبة ملازم بحري، وعمل في الوحدات البحرية المختلفة، كما شارك في حروب فلسطين 1948 والعدوان الثلاثي 1956 وحرب يونيو 1967 وحرب أكتوبر 1973.
منذ عام 1959 وحتى 1963، تولى الفريق فؤاد ذكري، قائد القوات البحرية قيادة لواء المدمرات، ثم تولى رئاسة شعبة العمليات الحربية، وبعد أسبوع من حرب يونيو عام 1967، عين قائدًا للقوات البحرية، فأعاد بناء القوات البحرية المصرية، وخطط لأروع إنجازاتها التي تحققت في معارك حرب الإستنزاف وأكتوبر 1973.
استهداف البحرية الإٍسرائيلية
وتدمير المدمرة إيلات واغلاق باب المندب
خطط قائد القوات البحرية، لعملية المدمرة الإسرائيلية إيلات وأمر بضرب المدمرة في الحادي والعشرين من شهر أكتوبر عام 1967، ولأول مرة في تاريخ البحرية في العالم كله، استخدمت لنشات الصواريخ في ضرب مدمرة،وإتخذت القوات البحرية المصرية من هذا التاريخ عيدًا لها.
قامت القوات البحرية بتنفيذ المعاونة لباقي أفرع القوات المسلحة وذلك بالإبرار البحري لعناصر القوات الخاصة على الساحل الشمالي لسيناء، وسيطرت على مضيق باب المندب وباشرت حق الزيارة والتفتيش واعتراض السفن التجارية ومنعها من الوصول إلى ميناء إيلات الإسرائيلي، مما أفقد الميناء قيمته وتم تعطيله عن العمل تمامًا، ومن ثم حرمان إسرائيل من جميع إمداداتها عن طريق البحر الأحمر.
وكذلك قامت القوات البحرية المصرية بأوامر وتخطيط من الفريق أول فؤاد ذكري بتنفيذ مهمة التعرض لخطوط المواصلات البحرية الإسرائيلية في البحر المتوسط والأحمر بكفاءة تامة، وعلى أعماق بعيدة، مما أدى إلى تحقيق أثار عسكرية واقتصادية ومعنوية على إسرائيل وقواتها المسلحة.
ولقد نفذت القوات البحرية المصرية إغارة بالنيران على الموانئ والمراسي والأهداف الساحلية بإسرائيل بتسديد ضربات بالصواريخ والمدفعية ضدها بأسلوب متطور اعتمد على خفة الحركة وسرعة المناورة مع توفير قوة نيران عالية، فيما وفرت تأمين النطاق التعبوي للقواعد البحرية في البحرين الأحمر والمتوسط وكان له أكبر الأثر الفاعل في إحباط جميع محاولات العدو للتدخل ضد قواتنا البحرية العاملة على المحاور الساحلية، وساعد على استمرار خطوط المواصلات البحرية من و إلى الموانئ المصرية دون أي تأثير وطوال فترة العمليات.
اعتبارا من يوم 27 سبتمبر 1973 بدأت خمسون قطعة بحرية مصرية انتشارها فوق مياه البحرين المتوسط والأحمر، كما وصلت مجموعة بحرية مكونة من المدمرات والفرقاطات والغواصات إلى مضيق باب المندب بحجة مساندة اليمن الجنوبية، ومع بدأ العمليات في السادس من أكتوبر تم إعلان البحر الأحمر عند خط 21 شمالًا، منطقة عمليات.
وتمكنت البحرية المصرية خلال الفترة من 6 أكتوبر حتى 21 أكتوبر 1973 من اعتراض 200 سفينة محايدة و معادية، إلا أن ناقلة بترول إسرائيلية لم تمتثل لتعليمات البحرية المصرية بالابتعاد عن الخط الشمالي المار بين مدينة جدة السعودية وبور سودان السودانية لأنها منطقة عمليات، فقامت الغواصات المصرية باعتراضها وإغراقها بالطوربيدات، فتوقفت الملاحة نهائيًا منذ يوم 7 أكتوبر في البحر الأحمر.
لقد قامت وحدات بث الألغام التابعة للبحرية المصرية بإغلاق مدخل خليج السويس، كما هاجمت الضفادع البشرية منطقة بلاعيم ودمرت حفارًا ضخمًا، فيما تم قصف منطقة رأس سدر على خليج السويس بالصواريخ، لتصاب عمليات شحن البترول في خليج السويس إلى ميناء إيلات بالشلل التام،حيث كان الهدف الإستراتيجي للقوات البحرية هو حرمان إسرائيل وقواتها المسلحة من البترول المسلوب من الآبار المصرية في خليج السويس والبترول المستورد.
ونجحت القوات البحرية في السيطرة على مسرح العمليات البحرية على السواحل المصرية وسواحل فلسطين المحتلة وسيناء.
لقد خطط ونفذ ابن سيناء الكثير من الأعمال الوطنية ؛ وهو ابن أحد أحياء العريش الهادئة، وعلى مقربة من شاطئ البحر، حيث تستقر عائلة البطل الفريق بحري، فؤاد ذكري، في الشارع الذي يحمل اسمه، هو أحد أبناء مدينة العريش، وقائد القوات البحرية في حرب أكتوبر عام 1973، هو من القلائل الذين أشادت بهم الكليات العسكرية في العالم، كان وراء أكبر عمليتين بحريتين ربما في تاريخ مصر الحربي كله، أولهما إغراق المدمرة إيلات، وإغلاق مضيق باب المندب. ولقد وافته المنية عام 1983. كان يهتم بالشباب وكان يعتبرهم أنهم هم وحدهم القادرون على بناء الدولة القوية، مضيفًا أنه قبل وفاته عرض عليه أن يتولى منصب وزارة الدفاع لكنه رفض لكبر سنه، وفضل أن يترك المنصب لمن هو أصغر منه سنًا، وفور خروجه للمعاش رقي لرتبة مشير.
ويعد الفريق أول فؤاد ذكري أحد خمسة من كبار القادة المصريين في حرب أكتوبر الذين صدر في شأنهم قانون من مجلس الشعب بأن يظلوا في خدمة القوات المسلحة مدى الحياة. وبعد انتهاء معارك أكتوبر حرص الفريق أبو ذكري على ترك موقعه لغيره وطلب هذا رسمياً عدة مرات إلى أن استجيب لطلبه، ولكنه تعين مستشاراً للبحرية بدرجة وزير..