تاريخ ومزارات

طلحة بن خويلد الأسدي.. أشجع جاسوس في التاريخ

أسماء صبحي

طلحه بن خويلد الأسدي، أشجع جاسوس في التاريخ، اخترق جيشاً مكون من 40 ألف مقاتل ووصل إلى خيمة قائد الجيش. ونستعرض في السطور التالية قصة هذا البطل التاريخي.

قصة طلحة بن خويلد الأسدي

أرسل سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه، سبعة رجال لاستكشاف أخبار الفرس، وأمرهم أن يأسروا رجل من الفرس إن استطاعوا. فبمجرد خروج السبعة رجال تفاجئوا بجيش الفرس أمامهم، وكانوا يظنون أنه بعيد عنهم. فقالوا نعود، إلا رجل منهم رفض العودة إلا بعد أن يتم المهمة التى كلفه بها سعد، وهو طلحة بن خويلد الأسدي.

بالفعل عاد الستة رجال إلى جيش المسلمين، واتجه البطل طلحة بن خويلد الأسدي ليقتحم جيش الفرس وحده. التف بطلنا حول الجيش وتخير الأماكن التي فيها مستنقعات مياه. وبدأ يمر منها حتى تجاوز مقدمة الجيش الفارسي المكونة من 40 الف مقاتل. ثم تجاوز قلب الجيش حتى وصل إلى خيمة بيضاء كبيرة أمامها خيل من أفضل الخيول، فعلم أن هذه خيمة رستم قائد الفرس.

انتظر طلحة في مكانه حتى الليل، وعندما جن الليل ذهب إلى الخيمة، وضرب بسيفه حبال الخيمة. فوقعت على رستم ومن معه بداخلها، ثم قطع رباط الخيل وأخذ الخيل معه وجرى. وكان يقصد من ذلك أن يهين الفرس، ويلقي الرعب في قلوبهم.

عودته لجيش المسلمين 

عندما هرب طلحة بن خويلد الأسدي بالخيل تبعه الفرسان، فكان كلما أقتربوا منه أسرع. وكلما ابتعد عنهم تباطىء حتي يلحقوا به لأنه يريد أن يستدرج أحدهم ويذهب به

إلى سعد بن أبى وقاص كما أمره. فلم يستطع اللحاق به إلا ثلاثة فرسان. فقتل اثنان منهم وأسر الثالث.

كل هذا فعله وحده، فأمسك بالأسير ووضع الرمح فى ظهره وجعله يجرى أمامه. حتى وصل به إلى معسكر المسلمين وأدخله على سعد بن ابى وقاص. فقال الفارسي: “أمّني على دمي واصدقك القول”، فقال له سيدنا سعد:

“الأمان لك ونحن قوم صدق ولكن بشرط ألا تكذب علينا”. ثم قال سعد: “أخبرنا عن جيشك”.

قال الفارسي في ذهول: “قبل أن أخبركم عن جيشي أخبركم عن رجلكم”، فقال: إن هذا الرجل ما رأينا مثله قط؛ لقد دخلت حروبًا منذ نعومة أظافري. رجل تجاوز معسكرين لا يتجاوزهما جيوش، ثم قطع خيمة القائد وأخذ فرسه. وتبعه الفرسان منهم ثلاثة: قتل الأول ونعدله عندنا بألف فارس، وقتل الثاني ونعدله بألف. والاثنان أبناء عمي؛ فتابعته وأنا في صدري الثأر للإثنين اللذين قتلا، ولا أعلم أحداً في فارس في قوتي. فرأيتُ الموت فاستأسرت ( أي طلبت الأسر )، فإن كان من عندَكم مثله فلا هزيمة لكم أبدا”، ثم أسلم ذلك الفارسي بعد ذلك، إنه طلحة بن خويلد الأسدي، البطل الذى أذهل الفرس واخترق جيوشهم، وأهان قائدهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى