حديقة حيوانات الجيزة.. جوهرة التاج لحدائق الحيوان في إفريقيا
أسماء صبحي
تعتبر حديقة حيوانات الجيزة من أقدم حدائق الحيوان الحديثة في إفريقيا وأغناهم تراثاً. وسميت لروعتها “جوهرة التاج لحدائق الحيوان في إفريقيا”.
نشأة وتنفيذ حديقة حيوانات الجيزة
نشأت حديقة حيوانات الجيزة في المكان الذي كان يوجد به الملك “إسماعيل باشا” (خديوي مصر). وكان يديرها “ستانلي س. فلور” Stanly S. Flower من عام (1898 – 1924 ).
وكانت مجموعات الطيور وأقفاصها وبعض أنواع الثدييات، مجموعة خاصة للخديوي ولا يسمح بأن يشاهدها أحد. ولكن سطعت فكرة إنشاء حديقة للحيوان وإتاحتها للجمهور أثناء التجهيز لافتتاح قناة السويس في عام 1869م. ولكن الوقت لم يسعف الخديوي اسماعيل لافتتاحها مع احتفالات القناة.
قرر الخديوى اسماعيل اختيار مجموعة من الحيوانات وعرضها في حديقة قصر الجزيرة (الآن: فندق ماريوت بالزمالك). وكانت الحديقة الخاصة في الجزيرة تحتوي على حوض أسماك ضخم أثار إعجاب كل من شاهده. كما ضمت أقفاص طويلة لأزواج الطيور النادرة والمتنوعة. وبمجرد انتهاء مراسم الزيارات الرسمية للحديقة أتيحت للجمهور.
مساحة حديقة حيوانات الجيزة
في عام 1889 منح الخديوي “توفيق” ابن “إسماعيل” حوالي خمسين فدان، كانت تخص حدائق قصر والدته (قصر الوالدة باشا بالقرب من الأورمان). وتم ضم سلامليك الخديو إلى المساحة، فتضاعفت بذلك رقعة الحديقة، ووصلت إلى ثمانين فداناً لتصبح مقر لعرض الحيوانات. وهكذا، كانت تلك الحديقة حجر الأساس لحديقة الحيوان وافتتحت للجمهور في الأول من مارس 1891. وبلغ عدد زوارها في أول عام حوالي 24.000 زائر (بلغوا الـ 5.000.000 في ذكراها المئوية). وكان اختيار موقعها رائع لأنها كانت تواجه متحف الآثار بقصر الجيزة من جهة، وتواجه نهر النيل من جهة أخرى.
الحديقة منسقة تنسيقًا بديعًا، وبها خمس جبلايات ذات رونق خلاب. وقد تم بناء الجبلاية الكبرى ( جبلاية القلعة )عام 1867. وهي مزينة بتماثيل مختلفة من الحيوانات المنقرضة خرتيت الفيوم و التماسيح و الطيور الغريبة. وتنساب في أرض الجبلاية جداول المياه ويتدلى من سقفها قطع من شعاب المرجان الأبيض كما في الكهوف والمغارات الطبيعية.
من معالم الحديقة جبلان صنعايان يربطهما جسر معلق من حديد صممه مستر فرانسوا إيفل، مصمم برج إيفل بباريس.
أول متحف في حديقة حيوانات الجيزة
في عام 1906 تم بناء أول متحف للحياة الطبيعية في مصر داخل حديقة الحيوان بالجيزة. وهو يحتوي على مجموعة من أندر الزواحف المحنطة، وغيرها من الطيور والحيوانات المنقرضة.
في عام 1924 وفى عهد الملك فؤاد، تم بناء الكشك الياباني بمناسبة زيارة ولي عهد اليابان الأولى لمصر. وهو الآن يحتوي على مجموعة من الصور الفوتوغرافية النادرة التي تسرد تاريخ حديقة الحيوان منذ إنشاؤها. وهكذا، كانت المنطقة مزاراً سياحياً ومنتجعاً صحياً ونزهة خلوية رائعة للجمهور.