قبائل و عائلات

أحفاد الرسول.. من هم قبيلة بني هاشم؟

أميرة جادو

يعود أصل الهامشين أو بني هاشم إلى قبيلة قريش العربية، ويعتبر قريش سليل النبي إسماعيل ابن النبي إبراهيم – عليهم السلام -، وقد جاء إلى مدينة مكة المكرمة لأوّل مرةٍ خلال القرن الثاني الميلادي، وبعد ستة أجيالٍ من الحكم لمكة المكرمة، انتقل الحُكم إلى الجيل الأول من قريش عام 480م؛ حيث تولي قصي بن كلاب الجد الأكبر للنبي محمد – صلى الله عليه وسلم – قيادة مكة ذلك العام، أما اسم هاشم فقد جاء من حفيد قصي الذي سمّي بذلك الاسم.

كما أن الهاشميون  هم أحفاد النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- من ابنته فاطمة وزوجها علي بن أبي طالب خليفة المسلمين الرابع وابن عم النبي، وهم ولدان الحسن والحسين، وقد عرِف أحفاد الحسن باسم الأًشراف، أمّا أحفاد الحسين فقد عرِفوا باسم الأسياد، وتنسب العائلة المالكة الأردنية إلى بني هاشم، من خلال فرع النسب الشريفي “الأًشراف” أي من سلالة الحسن بن علي.

تاريخ الهاشميين

ظهر بني هاشم في عهد قصي بن كِلاب من خلال الكثير من الأعمال؛ مثل إدارة الحج، وأعمال الرعاية والسقاية، واشتهروا بقيادتهم السياسية والاجتماعية، كما أقاموا “دار الندوة” لتكون مقرًا لعقد الندوات، والاجتماعات، والتشاور، ومناقشة السياسات العامة، وقد بدأوا بوضع نظامٍ لقيادة الدولة بعد تقسيم مكة المكرمة إلى أرباع؛ حيث أسّسوا حلف الفضول بقيادة بني عبد مناف، وذلك لدفع الأذى عن الناس، وتوفير الأمن لمواكب الحج قبل الإسلام، كما عملوا على تنظيم شؤون الناس على أساس العدل والمساواة، واستمرَّ الهاشميون بالحفاظ على مكانتهم ومنزلتهم الدينية، والتاريخية، والمعنوية بين القرشيين في الحجاز بعد ظهور الاسلام، وطوال العصور الإسلامية.

استمرت إدارة الحجاز في يد الأَشراف بعد سيطرة العثمانيين على مصر وبلاد الشام في الأعوام 1516-1517م، وظلوا يشرفون على البيت الحرام، وتأمين الحج والحجاج، وكان ذلك طيلة فترة الحكم العثماني للبلاد العربية، واستمرَّ ذلك حتى العاشر من شهر حزيران عام 1916م وهو التاريخ الذي انطلقت فيه الثورة العربية الكبرى؛ كخطوةٍ أولى لتأسيس الدولة العربية على يد الهاشميين بعد زمنٍ من التغييب، وقاد الهاشميون حركة النهضة العربية الحديثة من أجل تحقيق الاستقلال والسيادة العربية من خلال إنشاء جمعيات استقلالية من الأحرار العرب، وتمّ اختيار الأمير فيصل ابن الشريف الحسين أمير مكة ليكون قائداً لحركة النهضة والثورة لمكانته الدينية، والشرعية، والتاريخية.

مكانة الهاشميين في التاريخ

يعتبر جدَّ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، أعلى الناس قدراً في مكة المكرمة، وكان يهشم الثريد ويطعم الجائعين، لذا لقب بهاشم، أي هاشم الثريد، وبعدها غلب هذا اللقب على اسمه؛ الذي كان عمرو (هاشم) بن عبد مناف بن قصي بن كلاب.

تمسك الهاشميون بقيادة السلالة القرشية، وقد نالوا تقدير واحترام زوار البيت الحرام في مكة والمدينة؛ فقد اعتبروا صفوةً أخلاقيةً وفكرية وأهلاً للإدارة السياسية، وبقوا يمثِّلون طليعة المجتمع في مكة والمدينة، كما برزت مكانة الهاشميين ومنزلتهم التاريخية والدينية خلال رحلتي الشتاء والصيف فقد تركوا أطيب الأثر لدى الناس في الحجاز، ومصر، واليمن، والشام وغيرها، علاوة على تمتّع الهاشميون بقيمٍ إنسانية رافقت مسيرتهم عبر التاريخ تمثّلت بإدراكهم العميق لقيمة المجتمع المستقل وسيادة الدولة، وأهمية قيمة الحرية المسؤولة، والتي تعد جميعها قيماً عالية الشأن يؤكدها الإسلام باستمرار.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى