تاريخ ومزارات

“المغربلين” حي الباشوات في العصر المملوكي.. وهذه سبب تسميته

أميرة جادو

يمتلئ التاريخ المصري بالعديد من الشواهد على أصالة المصريين، وامتداد جذورهم إلى عصور الأسرات والممالك المختلفة والمتعاقبة أعوام عديدة تمر على مصر المحروسة ويبقى ما بناه الأجداد شاهداً على جمالها وفنها وحضارتها وأصالتها، إذا أردت أن تشم رائحة التاريخ فاذهب إلي شارع المغربلين هناك 37 أثراً إسلامياً لم يعرفها أحد من شباب «الانترنت» في العصر الحالي فعبق التاريخ الاسلامي يجذبك بمغناطيس إلي هذه الدروب والحواري والأزقة المجاورة للمغربلين ذلك الحي الذي يحكي صورة من صور الضمير الحي في المعاملات الاسلامية التجارية الذي كان شعاراً للتجار المصريين في ذلك العصر.

قلب القاهرة الفاطمية

يضم حي المغربلين قلب القاهرة الفاطمية في منطقة الدرب الأحمر العديد من الآثار الإسلامية، ولعل أبرزها شارع المعز، حيث  يقع أكبر متحف اسلامي مفتوح في العالم تجد فيه تحفة معمارية تحكي التاريخ من خلال مسجد جاني بك الأشرفي الذي يرجع تاريخه إلي عام 1426 ميلادياً، الأشرفي بني مدرسة ملحقة بداره كانت مناراً للعقول قبل مئات السنوات فسميت المنطقة تيمناً به بالجنبكية، وعندما تسير داخل حي المغربلين ماراً بحي الخيامية والسروجية تجد المشربيات تزين المنازل علي جانبي الطريق وأصحاب المهن القديمة يقومون بتسريج الخيام لتشعر أنك في العصر المملوكي.

سبب التسمية

سمي بهذا الاسم نسبة للحرفة التي كان سكان الشارع يعملون بها في هذه المنطقة بحكم اتساع تجارة الحبوب، فقد كان من يتولي غربلة الحبوب بواسطة الغربال بهدف تنظيفها مما بها من الشائب.

يتوسط شارع المغربلين  6 أحياء منطقة الدرب الأحمر وهي من الجهة البحرية، حارة الروم أما من الجهة الشرقية، الدرب الأحمر وسوق السلاح، أما الحد القبلي، السروجية والحد الغربي، الدوادية والقريبية.

زاوية عبدالرحمن كتخدا

كما يضم الحي زاوية عبدالرحمن كتخدا، والتي أنشأها الأمير عبدالرحمن كتخدا، وهو وكيل الباشا ممثل السلطان في مصر ينوب عنه في كامل اختصاصاته، وتعتبر هذه الزاوية من أجمل الآثار بمدينة القاهرة فواجهتها من الحجر وتمتاز بالزخارف الجميلة المنحوتة نحتا متقنا.

ويتكون هذا البناء من طابقين إذ يحتوي الطابق الأرضي منه علي 3 حوانيت تشرف علي الشارع وتوجد خلفها من الداخل حنفيات للوضوء يصل إليها الإنسان من مدخل الزاوية، أما الطابق العلوي فيحتوي علي قاعة كبيرة للصلاة يصعد إليها بسلم ولها ثلاث نوافذ تطل علي الطريق وعليها خشب علي شكل تربيعات صغيرة من نوع المشربيات، والسقف مكون من كمرات من الخشب مزخرف بزخارف ملونة، والسّلّم يصل إلي ردهة تتقدم المصلى ويواجهها باب يصل إلي سلم صغير يصل الإنسان منه إلي شرفة صغيرة تقع عند مدخل الزاوية، وتحمل هذه الشرفة من الخارج عدة صفوف أفقية من المقرنصات الجميلة وهي أشكال جميلة تشبه بناء بيوت النحل وهي تقوم مقام المئذنة للدعوة إلي الصلاة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى