تاريخ ومزارات
تعرف على دور الكتبة في المحاكم المصرية القديمة
أسماء صبحي
لقد لعب الكتبة في مصر القديمة دوراً كبيراً في المحاكم المصرية، ويتضح دور الكتبة المحليين في إدارة العدالة من خلال العديد من سجلات أو محاضر المحاكم التي وصلت إلينا من عصر الدولة الحديثة، إذ كانوا يظهرون ضمن أعضاء المحكمة بعد رئيس العمال في محكمة دير المدينة.
ولم يقتصر دور الكتبة فقط علي تسلم الطلبات أو العرائض التي يقدمها المتقاضون، وإنما كان لهم دور مؤثر في الإجراءات القانونية، إذ كان يمكن للكاتب أن يستجوب مباشرة المتنازعين ويطرح عليهم بعض الأسئلة ليظهر موقفهم القانوني، كما كان الكاتب يشارك بصورة مؤثرة في لجان المعاينة والفحص، وكان له أن يطلب من الأفراد أداء اليمين.
تنفيذ حكم المحكمة
كما كان الكاتب يقوم مع بعض الموظفين الآخرين بتنفيذ حكم المحكمة ويجعل الطرف الخاسر يدفع دينه، وكان أيضًا الكاتب يبلغ عن أي جرائم تحدث فتشير وثيقة “أبوت” إلى أن اثنين من كتبة دير المدينة ذهبوا إلى عمدة طيبة الشرقية وأبلغوه بطريقة يبدو أنها سرية عن خمس اتهامات تجرم بعض العمال.
ومن اللافت للنظر أن نجد من خلال وثيقة BM 10052 (عهد رمسيس الحادي عشر) اثنين من الكتبة المحليين من دير المدينة حاضرين في المحكمة المركزية بطيبة في أثناء محاكمات سرقات المقابر، وعلى الرغم من أنهم لم يذكروا ضمن هيئة التحقيق إلا أنهم كانوا من حين لآخر يطرحون أسئلة متعلقة بالموضوع.
فحص السجلات
كذلك فكان يحضر إلى كل محكمة محلية كاتب يمثل مكتب الوزير وكان لهم سلطة الجلوس في جلسة المحكمة، أما المحكمة المركزية فكان للكاتب أن يجلس كغيره من القضاة الأساسيين وكان يصاحب الوزير في أثناء المعاينة في مكان ما عندما يكون الوضع خطيراً، وكان يصاحب أيضا عمدة طيبة الشرقية والساقي الملكي في لجان المعاينة والتفتيش.
وتذكر وثيقة “مس” من عهد “رمسيس الثاني” أن الوزير في المحكمة الكبري أوكل إلى الكاتب الملكي أن يقوم بالذهاب الي الخزانة وفحص السجلات بها والتي تتعلق بموضوع نزاع حول ملكية أرض زراعية، كل ذلك يعطينا بصورة كبيرة عن مدى الدور الهام الذي تمتع به الكتبة في مصر القديمة.