حوارات و تقارير

حرب أوكرانيا.. الكونغرس يقر مساعدات لكييف بـ40 مليار دولار والاستخبارات الأمريكية تتنبأ بخطوات بوتين المقبلة

دعاء رحيل
وافق مجلس النواب الأميركي على تقديم مساعدات ضخمة لأوكرانيا تتجاوز قيمتها 40 مليار دولار، وفي تلك الأثناء تحدث مسؤولون أميركيون وغربيون عن خطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرحلة المقبلة، ورأوا أنه يستعد لصراع طويل الأمد.
 
وأقر مجلس النواب مشروع قانون الإنفاق الخاص لمساعدة أوكرانيا مساء الثلاثاء (بالتوقيت المحلي) بأغلبية 368 صوتا مقابل 57، وسيحال المشروع إلى مجلس الشيوخ الذي من المتوقع أن يسارع بتمريره أيضا.
 
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن طلب من الكونغرس الموافقة على ميزانية خاصة بقيمة 33 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا عسكريا وإنسانيا واقتصاديا في مواجهة الحرب الروسية، محذرا من أن الأموال التي رُصدت سابقا على وشك النفاد.
 
وقرر أعضاء الكونغرس زيادة التمويل ليتجاوز 40 مليار دولار، وقالت النائبة الديمقراطية روزا ديلورو رئيسة لجنة المخصصات في مجلس النواب إن “مشروع القانون هذا سيحمي الديمقراطية ويحد من العدوان الروسي ويعزز أمننا القومي”.
 
ورحب البيت الأبيض بتصويت مجلس النواب قائلا إن المجلس اتخذ “خطوة حاسمة”، وإن هذه الموافقة “رسالة واضحة من الحزبين (الديمقراطي والجمهوري) بوقوف واشنطن مع أوكرانيا ضد العدوان الروسي”.
 

استعدادات لحرب طويلة

وفي وقت سابق، استعرض كبار مسؤولي الاستخبارات الأميركية تقييماتهم للتطورات في أوكرانيا، ورأوا أن الحرب وصلت إلى طريق مسدود.
 
وذكرت مديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هينز أن التقييمات الأميركية تشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعد لحرب طويلة الأمد في أوكرانيا، مرجحة أن تشهد الأشهر المقبلة تصعيدا كبيرا وغير متوقع في العمليات القتالية.
 
وحذرت هينز -خلال جلسة بمجلس الشيوخ خُصصت للاستماع لقادة أجهزة الاستخبارات- من أن انتصار روسيا في إقليم دونباس قد لا ينهي الحرب، مشيرة إلى أن هناك مؤشرات على رغبة موسكو في توسيع نطاق عملياتها العسكرية.
 
وقالت إنه “في ظل حقيقة أن بوتين يواجه تباينا بين طموحه وبين القدرات العسكرية التقليدية الحالية لروسيا… فإن هذا يعني أن الأشهر القليلة المقبلة ربما تدفعنا للتحرك على مسار أكثر صعوبة بشأن ما يمكن التنبؤ به، وربما تشهد تصعيدا”.
 
غير أن المسؤولة الأميركية قالت إن المعطيات المتوفرة لديها تفيد بأن الرئيس بوتين لن يأذن باستخدام السلاح النووي إلا إذا شعر بتهديد وجودي لبلاده.
 
وخلال جلسة الاستماع نفسها، قال مدير وكالة استخبارات الدفاع الأميركية الجنرال سكوت بيرييه “الروس لا ينتصرون والأوكرانيون لا ينتصرون… (الحرب) وصلت نوعا ما إلى طريق مسدود”.
 
وأضاف أنه حتى الآن قُتل ما بين 8 و10 جنرالات روس في هذه الحرب الدامية.
 
في غضون ذلك، قال ميرسيا جوانيه نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) إن الرئيس الروسي لم يتخل عن خطته الأصلية لاحتلال أوكرانيا أو إسقاط حكومتها، وفق تعبيره.
 
وأوضح -في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” (CNN)- أنه يتفق مع التقييمات الأميركية التي ترى تباينا كبيرا بين مستوى طموح بوتين وقدرات روسيا العسكرية، وهو ما يدعو للقلق -حسب رأيه- بشأن خطوات بوتين المقبلة.
 
هجوم أوكراني معاكس
ميدانيا، أعلنت أوكرانيا تحقيق تقدم في الهجوم المعاكس الذي تشنه قواتها قرب مدينة خاركيف (شرقي البلاد)، وتأمل أن يشكل مرحلة جديدة في الحرب.
 
وقالت تيتيانا أباتتشينكو المتحدثة الصحفية باسم اللواء الميكانيكي الخاص الـ92، وهو القوة الأوكرانية الرئيسية القريبة من خاركيف، إن القوات الأوكرانية استعادت مناطق: تشركاسكي، وتيشكي، وروسكي تيشكي، وبورشتشوفا، وسلوبوجانسكه، الواقعة شمالي خاركيف خلال الأيام الماضية.
من جهته، قال يوري ساكس مستشار وزير الدفاع الأوكراني إن هذه النجاحات تبعد المدفعية الروسية عن الوصول إلى أجزاء من خاركيف؛ وهي ثاني أكبر مدينة أوكرانية وتقع في شمال شرقي البلاد، وتتعرض للقصف منذ الأيام الأولى للحرب الروسية.
 
وأضاف ساكس أن عمليات القوات الأوكرانية حول خاركيف -خاصة في الجهة الشمالية والشمالية الشرقية- تمثل “قصة نجاح” -وفق تعبيره- موضحا أن القوات الروسية أُرغمت على التقهقر.
 
وقالت وكالة رويترز إن دفع القوات الروسية للتراجع بعد أن استولت على ضواحي خاركيف منذ الأيام الأولى للحرب يسمح للقوات الأوكرانية بالانتقال إلى مسافة تمكنها من ضرب خطوط الإمداد الروسية الخلفية ومواصلة إبعاد قوة الهجوم الروسية الرئيسية إلى الجنوب.
 
في سياق متصل، أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية عن مقتل 26 ألفا و350 جنديا روسيًّا خلال الحرب. ولفتت الهيئة -في بيان- إلى أن الجيش الروسي تكبد خسائر وصلت إلى 350 جنديا خلال الـ24 ساعة الأخيرة.
 
وكانت وزارة الدفاع الروسية اعترفت، في بيان لها بتاريخ 25 مارسالماضي، بمقتل 1351 جنديا لها في أوكرانيا.
 

معارك دونباس

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أول أمس الثلاثاء أن قواتها والانفصاليين الموالين لها في لوغانسك (شرقي أوكرانيا) تمكنوا من اختراق خط دفاع القوات الأوكرانية والوصول إلى الحدود الإدارية للمقاطعة.
 
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إنه تم “تحييد” 120 عسكريا أوكرانيا في لوغانسك و380 آخرين في عمليات متفرقة منذ ليل الاثنين.
 
وتواصل القوات الروسية شن هجماتها في شرق أوكرانيا بعدما تخلت عن هجومها على العاصمة كييف في نهاية مارس/آذار الماضي، وتسعى حاليا لتطويق القوات الأوكرانية في إقليم دونباس.
 
أسلحة أميركية
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) جون كيربي إنه يجري حاليا نقل 90 مدفعا من طراز “هاوتزر” إلى الجيش الأوكراني.
 
وذكر كيربي -خلال مؤتمر صحفي- أن جنودا أوكرانيين تلقوا تدريبا على أسلحة جديدة -من بينها طائرات فونيكس غوست (Phoenix Ghost) المسيرة- في دول مجاورة وعادوا لأوكرانيا.
 
وقال المتحدث إن الجيش الأميركي سلّم الجيش الأوكراني كامل الكمية التي التزم بها من صواريخ جافلين وستينغر.
 
وذكر كيربي أن القوات الروسية استخدمت قدرا كبيرا من الذخائر الموجهة الدقيقة، وإنها تواجه مشكلات في تعويضها الآن بسبب نقص بعض المكونات الإلكترونية، لكنه أوضح أن هذا لا يعني نفاد ما لديها من تلك الذخائر.
 

جولة لافروف

على الصعيد السياسي، وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى العاصمة العمانية (مسقط) قادما من الجزائر.
 
ومن المنتظر أن يعقد لافروف اليوم الأربعاء مباحثات مع المسؤولين العمانيين في أول زيارة له للسلطنة منذ عام 2016، حسب ما ذكرت وكالة “تاس” الروسية للأنباء.
 
وكان لافروف قال خلال زيارته للجزائر، الثلاثاء، إنّ بلاده تعدّ موقف رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل بشأن تجميد الأصول الروسية “سرقة”، مشددًا على أن “الاتحاد الأوروبي لم تعد لديه سياسة خارجية مستقلة وهو متضامن تمامًا مع سياسة واشنطن”.
 
وأكد لافروف، في تصريح صحفي عقب لقائه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أن “روسيا ستعمل بدأب لمنع إقامة عالم أحادي القطب وهدم الأسس التي قامت عليها منظمة الأمم المتحدة”.
 
بالمقابل، بحث الرئيس الأميركي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي أهمية الشراكة بين البلدين، وشدد بايدن لدى استقباله دراغي في البيت الأبيض على دور إيطاليا بصفتها شريكة في الرد على الحرب الروسية على أوكرانيا، كما أكد أن قوة الاتحاد الأوروبي تصبّ في مصلحة الولايات المتحدة.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى