حوارات و تقارير

لوتان: هل تشكل الحرب في أوكرانيا فرصة استثمار لأفريقيا؟

دعاء رحيل
أكدت صحيفة “لوتان” (Le Temps) السويسرية إن الحرب في أوكرانيا التي تعدّ إحدى سلال الحبوب في العالم ستزيد من انعدام الأمن الغذائي في أفريقيا على سبيل الخصوص، مشيرة إلى دعوة أهونا إيزياكونوا رئيس قسم أفريقيا في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي إلى عدم نسيان ذلك.
 
وفي مقابلة مع الصحيفة، قال المسؤول الأممي إن البلدان الأفريقية تعتمد اعتمادا كبيرا على صادرات الحبوب من أوكرانيا وروسيا بنسبة تصل لدى بعضها إلى 80% وذلك أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية، مؤكدا أن حرب روسيا على أوكرانيا ستزيد الجوع في القارة، بخاصة أن التضخم يضربها بعد ارتفاع أسعار الفائدة الذي وضع الدول الأكثر مديونية في مواجهة صعوبات خطيرة.
 
وجاءت هذه الأزمة -حسب المسؤول الأممي- في الوقت الذي بدأت فيه القارة تتعافى بصعوبة من جائحة “كوفيد-19″، ولذلك أنشأت خلية أزمة لتشكيل تحالفات قد توفر حلولا لهذه الأزمة العالمية، وقد أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أثناء زيارة لغرب أفريقيا الأسبوع الماضي استمرار دعم منظمات الأمم المتحدة للقارة.
 
وعند السؤال عن تحوّل التمويل والانتباه عن أفريقيا بسبب الحرب، قال إيزياكونوا إن الأوروبيين في بروكسل طمأنوه بأنهم يخططون لاستثمار 150 مليار دولار في القارة في السنوات المقبلة في المجال الرقمي وتحويل الطاقة، إلا أن المساعدات الدولية لأفريقيا -حسب رأي المسؤول الأممي- آخذة في التدهور، والحرب قد تسهم في تفاقم ذلك.
 
ومع ذلك يرى إيزياكونوا أن هذه الحرب يمكن أن تمثل فرصة لأفريقيا لتقليل تبعيتها، خاصة أن الاستثمار بطريقة أكثر ذكاء في الموارد المائية يمكن أن يسهم في تحقيق نتائج أفضل، لأن أفريقيا لديها 60% من الأراضي الزراعية غير المستغلة في العالم.
 
 

مكاسب مؤقتة

ومع أن زيادة التنافس بين القوى العظمى بسبب الحرب في أوكرانيا قد تنعكس سلبا على القارة الأفريقية، فقد رأى المسؤول الأممي أن دول أفريقيا تنمو فيها التعددية السياسية، وأن افتتاحها لمنطقة التجارة الحرة الخاصة بها سيتيح للاقتصادات الأفريقية أن تكون أكثر تكاملا، وأن تنتج قيمة مضافة بدلا من تصدير المواد الخام.
 
غير أن هذه المكاسب يمكن أن تكون مؤقتة -حسب رأي المسؤول الأممي- لأن التضخم قد يدمرها، ولذلك ينبغي أن تكون الحلول خاصة بكل بلد، ويجب أن تكون هيكلية، ومن ثم تحتاج القارة إلى الاستثمار الآن، ومن مصلحة الدول الغنية ضمان التحول الأخضر لأفريقيا.
 
ونبّه المسؤول الأممي إلى أن الدول الأفريقية التي ترفض التخلي عن استغلال احتياطاتها من الطاقة الأحفورية حتى لو استغلتها جميعا فستظل بعيدة عن الوصول إلى مستوى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلدان المتقدمة، إلا أن المجتمع الدولي الذي يطالبها بذلك يتعين عليه الوفاء بوعود الاستثمار، خاصة أن الآفاق مشجعة والانتقال في مجال الطاقة أسهل في أفريقيا منه في الاقتصادات المتقدمة.
 
وأنهى المسؤول الأممي بالقول إن الأفارقة، بخاصة جيل الشباب، لا يزالون يتوقون إلى الديمقراطية، ولكن خيبات الأمل تتكرر في كثير من البلدان، حيث لم يحقق النظام السياسي التنمية المأمولة، مشيرا إلى أن الأنظمة العسكرية لا تحظى بشعبية كبيرة كما أن الناس على استعداد لقبول أي تغيير.
 
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى