في ضوء الدور المحوري لمصر.. خبير يؤكد رسالة السيسي لـ بلينكن تؤكد موقف مصر الحاسم للقضية الفلسطينية
يواصل أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأمريكي جولته في المنطقة العربية، التي انطلقت الأربعاء الماضي بزيارته لإسرائيل لتأكيد دعم بلاده للكيان الصهيوني في مواجهة المقاومة الفلسطينية، ثم توجه إلى الأردن وقطر والبحرين والسعودية وأخيرا مصر التي حط فيها رحاله صباح أمس.
مستجدات الأحداث في غزة
التقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأحد، بوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وناقشا مستجدات الأحداث في غزة وإسرائيل في ضوء الدور المحوري لمصر في المنطقة ودعمها المستمر للقضية الفلسطينية على مدى عقود.
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن 12500 فلسطيني استشهدوا جراء المواجهات المتكررة في غزة، مؤكداً أن تأجيل حل القضية الفلسطينية يزيد من عدد الضحايا. وقال إن رد فعل إسرائيل تخطى حقها في الدفاع عن نفسها إلى ارتكاب جرائم حرب، وأضاف الرئيس، إن عدم وجود حل للقضية الفلسطينية سبب لتصاعد الغضب، قائلاً: “إن جهودنا تتمحور حول التهدئة في غزة ومنع تدخل أطراف أخرى”.
وعبر السيسي عن أمله في أن يسهم لقاؤه مع وزير الخارجية الأميركي “في إيجاد حل للأزمة الحالية”، التي وصفها بالحرجة وقال إنها قد تؤثر على استقرار الشرق الأوسط كله، مشيراً إلى أنه “من المهم خفض التصعيد وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة”.
كما أكد الرئيس السيسي، على ضرورة خفض التصعيد وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، قائلا: “إن الموجة التضامنية التي نشأت بعد الأزمة موجة هائلة جدًا، ولا بد من التحرك بحزم وإصرار لخفض التصعيد وإدخال المساعدات لقطاع غزة المحروم من الماء والكهرباء والوقود.. ولا بد من سماع صوت المتضررين من هذه الأزمة والمطلعين على أسبابها”.وقال الرئيس في خطابه: “من الذي أنهى حياة السادات ورابين؟، هم المتشددون، وعلينا أن نتحد لمواجهتهم”.
وأضاف أن اليهود الذين عاشوا في مصر لم يتعرضوا لأي نوع من الظلم أو الاضطهاد، وأن التاريخ العربي لا يشهد على أي حالة من حالات استهداف اليهود، بخلاف ما حدث في الدول الأوروبية، حيث تعرضوا للملاحقة والقتل. وقال إنه نشأ في حي كان فيه جيران يهود ولم يحصل بينهم أي مشاكل.
من ناحية أخرى، أعرب بلينكن عن ضرورة منع تكرار هجمات حماس وحماية المدنيين، قائلاً إنه “علينا أن نجد طريقة للتقدم نحو مواجهة استراتيجية حماس”، وأضاف: “نؤيد حق الفلسطينيين في الحصول على حقوقهم لكن لا بالطريقة التي تتبعها حماس”.
وكان وزير الخارجية الأميركي قد وصل إلى القاهرة في وقت مبكر من يوم الأحد، وسيلتقى بالرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى قبل أن يعود إلى إسرائيل يوم الاثنين للمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، بعد جولة شملت 6 دول عربية لبحث الصراع بين إسرائيل وحركة حماس.
دعم أمريكا اللامحدود لإسرائیل
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحفيين عند وصول بلينكن إلى القاهرة أن “وزير الخارجية سيرجع إلى إسرائيل اليوم الإثنين لإجراء مزيد من المشاورات مع القادة الإسرائيليين”.
وفى سياق متصل قال مهدي عفيفى عضو الحزب الديمقراطى الأميركى، إن زیارة أنتونی بلینکین للمنطقة تھدف إلى دعم إسرائیل بشکل مباشر، وإذ کان قد صرح عند وصولھ إلى تل أبیب: “أتیت هنا یھودی ولیس کوزیر خارجیة”، مؤکدا: أعلنت أمریکا الدعم اللامحدود لإسرائیل فى جمیع المجالات وقد أعطى الرئیس بایدن الضوء الأخضر لإسرائیل لارتکاب الانتھاکات ضد الفلسطینیین.
وأوضح عفيفي، أن أحد أهداف وزير الخارجية الأمريكي هو التأكد من عدم تدخل أي من الأطراف في ما تفعله إسرائيل ضد الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية طالبت بإخراج مجموعة من المواطنين الأمريكيين المتواجدين في غزة عبر معبر رفح ولكن مصر رفضت ذلك إلا بشرط السماح بإدخال المساعدات لغزة لأن إسرائيل تفرض حصارا شاملا على غزة وتحول دون وصول المساعدات.
وقال إن الإدارة الأمريكية والمؤسسات الصهيونية والإعلام الأمريكي يحاولون ترويج فكرة أن الفلسطينيين الذين يبلغ عددهم مليون و100 ألف يجب نقلهم من منازلهم من شمال غزة.
وأضاف: هناك خطة داخل الأوساط الأمريكية والصهيونية لإقامة منطقة بعرض 5 كيلومترات بين حدود مصر وفلسطين خالية يمكن للفلسطينيين الإقامة فيها، وأن ما حصل في عام 1967 هو سبب ما نشهده الآن من محاولات لتحقيق أحلام إسرائيل في المنطقة، وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية تعتزم إجلاء المواطنين الأمريكان من غزة عبر طريق بحري وحاملات طائرات في حال رفض مصر خروجهم من معبر رفح.