حوارات و تقاريرعادات و تقاليد

أبناء قبيلة “الرشايدة” يتحدثون لـ “صوت القبائل” عن شجاعة أحفاد عنترة بن شداد في الوادي الجديد

أسماء صبحي 

عندما يبدأ الحديث عن الأمجاد والشجعان في التاريخ، وعن الكرم والفروسية والفصاحة. فلا بد من ذكر “عنترة بن شداد” العبسي. فخر العرب فى عصور ما قبل الإسلام لما تميز به من خصال تناقلتها الصفحات فى سير العظماء. حتى باتت مثلاً يضرب به الأمثال على مر العصور.

انتشر نسل عنترة بن شداد في كل الأقطار العربية، مروراً بالصحراء الغربية في مصر. وتحديداً في محافظة الوادى الجديد منذ ٢٠٠ عام تقريباً. أقام خلالها أحفاده من أبناء قبيلة “الرشايدة”، والتى يعود أصولها إلى غطفان إحدى قبائل عبس. بمنطقة نجد جنوب الحجاز، ثم وقع اختياراهم على صحراء الوادى الجديد نظراً لتشابه الحياه الجبلية والطبيعية فيما بينهما. لتصبح قرية العروبة التابعة لبئر عشرة بمركز الداخلة موطناً جديدًا لهم. ومقاماً رفيعًا لممارسة عقائدهم وهواياتهم المفضلة. بما يحفظ مكانة وأهمية عاداتهم وتقاليدهم التي ورثوها عن جدهم الكبير رشيد الزول العبسي.

عادات أحفاد عنترة بن شداد

وفي البداية، يقول علي سلامة، أحد أبناء قبيلة الرشايدة بمركز الداخلة، إن أبناء قرية العروبة ينحدرون من نسل عنترة بن شداد العبسي. ويعد ذلك بمثابة فخر لهم، وظهر هءا جلياً من خلال حرصهم الشديد على ممارسة جميع عاداتهم. من فروسية وقنص إلى جانب تأسيس نادي الهجن التسابقي حفاظاً على هويتهم البدوية. والتي تجسد أسمى معاني البساطة والكرم والميل إلى الطبيعة. ومحاكاة الصحراء فى كل أحوالهم وسلوكياتهم المجتمعية.

وتابع سلامة، إن كرم الضيافة من الأمور التي لها مكانة الخاصة لديهم. فيجب على صاحب الدار استقبال ضيفه بالترحاب بدعوة كبار القبيلة تقديراً للضيف. وذبح أكبر الشياه من الماعز أو الضأن الثمين، ورفع السكين المستخدم إلى أعلى وهو مخضب بدماء الشاه. مع توجيه التحية للضيف بعبارة حياك الله، للتعبير عن مدى سعادة صاحب الدار وكل أبناء قبيلته. لافتاً إلى أن قبيلة الرشايدة ستظل خط الدفاع الأخير عن بوابة حدود مصر الغربية بمحافظة الوادى الجديد. للحفاظ على أمن وسلامة شعبها، لما لها من مكانة في قلوبهم تحظى بها إلى يوم الدين.

مواسم الصيد عند قبيلة الرشايدة

ومن حهته، قال محمد خالد، أحد أبناء قبيلة الرشايدة، إن أبناء قبيلته يقومون بهواية الصيد خلال مواسم معينة. حيث يقومون بمتابعة مواعيد هجرة طيور الأوز وطائر الشرشار والكروكى والسمان وصغار اليمام. وفقا لحساباتهم الزمنية وعلامات تغير المناخ. موضحا أن أسراب الطيور المهاجرة تأتي على هيئة جماعات، وعند وصولها تقع فريسة سهلة بين أيدي قناصي قبيلته من الصيادين المحترفين.

وأشار خالد، إلى أن أصعب عمليات القنص، هو صيد الغزلان والصقور وكذلك الذئاب والأرانب البرية. حيث تستمر رحلة الصيد لعدة أيام متتالية لتتبع الفريسة المتحركة طوال الوقت أو الطير. عن طريق وضع الفخاخ بحذر شديد في الأماكن المناسبة بحسب معطيات الأمور. مضيفاً أن صيد الذئاب لا يشكل أي خطر عليهم لما يتميزون به من شجاعة في المواجهة. وقدرة على اقتفاء الأثر عبر صفحات الرمال وبين الغرورد وفوق قمم الجبال. لافتاً إلى أن هذه سمة عرب البادية أحفاد ” عنترة” آل رشيد في الوادي الجديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى