حوارات و تقارير

في ذكرى عيد النصر…هل تستطيع روسيا تحقيق الفوز في أوكرانيا؟

دعاء رحيل

أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بأن هناك شائعات كثيرة تتردد عن نية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن إعلان التعبئة العامة في ذكرى “عيد النصر” غدا الاثنين للتمكن من تحقيق نصر في حربه على أوكرانيا.

فيما لفتت الصحيفة إلى أن المحللين السياسيين يرون أن التعبئة العامة للحرب هي أفضل وسيلة قد تمكن روسيا من حسم الحرب لصالحها في أوكرانيا، وذلك من خلال تعزيز القوات المحبطة وإعادة الدفع بها إلى ساحات القتال. لكن تلك الخطوة تنطوي على مخاطر كبرى من ضمنها احتمال إذكاء معارضة داخلية للحرب.

كما أكدت واشنطن بوست في التقرير الذي أعدته المراسلتان روبين ديكسون وليز سلاي، إن الحملة العسكرية الروسية على أوكرانيا المتواصلة منذ 10 أسابيع لم يكن من المفترض أن تطول إلى هذا الحد.

احتفال على أنقاض ماريوبول؟

وقد علقت مارغريتا سيمونيان، رئيسة تحرير قناة روسيا اليوم (Russia Today) المملوكة للدولة، في يوم انطلاق الغزو بأن الحملة العسكرية الروسية كانت مجرد “بروفة استعراضية عادية” لعيد النصر. وقالت في تغريدة على تويتر إن روسيا “قررت هذا العام تنظيم العرض في كييف.”

كما أوضحت المراسلتان في تقريرهما إن مساعي موسكو لدمج احتفالات عيد النصر -الذي تخلد فيه روسيا انتصار الاتحاد السوفياتي على النازيين في الحرب العالمية الثانية- مع انتصارها في حربها ضد من تسميهم “النازيين” في أوكرانيا قد منيت بالفشل بسبب إخفاقها في السيطرة على كييف.

ولفت التقرير إلى أن تمكن روسيا من السيطرة على ميناء ماريوبول الإستراتيجي الأوكراني يمثل نجاحا نادرا لها في هذه الحرب، لكن المدينة التي تحولت إلى أنقاض بسبب القصف لا تعتبر خلفية مناسبة للعرض العسكري، لذلك استبعد سيرغي كيرينكو، رئيس الإدارة الرئاسية الروسية، الخميس إقامة عرض رسمي في يوم عيد النصر في ماريوبول.

خيار التعبئة العامة

وأورد التقرير آراء بعض المحللين السياسيين حول نية بوتين إعلان حرب شاملة على أوكرانيا في احتفالات عيد النصر يوم غد الاثنين، من بينهم تاتيانا ستانوفايا، رئيسة مؤسسة “آر بوليتيك” (R.Politik) للاستشارات السياسية، التي قالت إن بوتين سيغتنم فرصة عيد النصر لتبرير حربه ضد أوكرانيا والتأكيد على المسؤولية التاريخية لروسيا لمحاربة الفاشية.

وأبرزت أن “المشكلة الإستراتيجية التي تواجهها روسيا اليوم هي أن المجتمع الروسي لم يكن مستعدا لحرب طويلة ومكلفة. وقد كان يريد نصرا سريعا وحاسما، وهو ما لا يمكن لبوتين أن يمنحه للشعب الروسي”.

وقالت ستانوفايا إن بوتين إذا قرر إعلان الحرب الشاملة وبدء حشد المجندين، فإن تدريب المجندين سيستغرق 6 أشهر على الأقل، وستكون تلك الخطوة بمثابة اعتراف بفشل الغزو الذي تطلق عليه موسكو اسم “العملية العسكرية الخاصة”، وهو أمر لا يستطيع بوتين الاعتراف به وفق ستانوفايا، التي تضيف “لا توجد مؤشرات على أن الكرملين مستعد للتحول من عملية عسكرية خاصة إلى حرب”.

بينما لفت تقرير واشنطن بوست إلى أن روسيا اعتمدت في غزوها لأوكرانيا حتى الآن على الجنود الذين وقعوا طواعية عقودا للخدمة العسكرية، وسبق أن تعهد المسؤولون الروس بعدم إرسال المجندين إلى الحرب.

وفي هذا الصدد يري المحلل العسكري الروسي رسلان ليفيف، الذي يعمل في مجموعة “سي آي تي” (CIT) التحليلية المستقلة مفتوحة المصدر، في لقاء أجرته معه قناة “كورنت تايم تي في” (Current Time TV) الممولة من قبل الولايات المتحدة، أن التعبئة الجزئية يمكن أن تساعد روسيا في السيطرة على شرق أوكرانيا، حيث يتركز معظم القتال الآن.

كما حذر إيغور جيركين، ضابط المخابرات الروسي السابق الذي قاد مليشيا انفصالية في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا في 2014، من أن روسيا ستضطر لخوض حرب طويلة الأمد وتتكبد خسائر فادحة، قد تصل حد الهزيمة ما لم تستخدم خيار التعبئة العامة للحرب، مضيفا أن مستقبل روسيا يعتمد على تلك التعبئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى