“شجاع القلب”.. الملك عج إيب وقصة الاحتفال بـ “عيد اليوبيل”
أسماء صبحي
لقد جاء عهد الملك عج إيب بعد الملك “دن” الذي استمر في حكمه لمدة تصل إلي نصف قرن من الزمن، وربما هذا هو ما يفسر قصر مدة حكم خليفته، وقد حمل “عج إيب” لقب “مر بيا بي” الذي حرفه مانتون الي “مي بيس”.
ويبدو أن “عج إيب” قد اعتلي عرش البلاد متأخراً جدآ حتي أنه اضطر إلى الاحتفال بعيد اليوبيل نظراً لتقدمه في السن، وقد اشتق اسم هذا الاحتفال وهو ما يعرف بعيد “السد” من اسم ذيل الثور، أو ربما من اسم الحيوان “سد” وهو من فصيلة الكلاب والذي يشبهه البعض بالمعبود “وب واوات” اي فاتح الطريق، ذلك وهو ابن آوي الذي استعار منه المعبود “انوبيس” اختصاصاته الجنائزية.
عيد اليوبيل
ومن الواضح أن هذا الاحتفال هو في أساسه تكرار لشعائر احتفالات التتويج ورفع التاجين وشارات السلطة، كما تتضمن هذه الاحتفالات جانباً يعتمد علي قدر من النشاط البدني، فينظم سباق وموكب مهيب لزيارة آلهة البلاد، ويختتم الملك هذه المناسبة بأداء بعض شعائر الميلاد والتأسيس.
ويلاحظ أن هذه الاحتفالات كانت مناسبة لبعض الصناعات التذكارية حيث وصلتنا من هذا العصر أوانٍ حجرية تحمل جميعها ألقاب الملك، ونحتفظ ببعض هذه الأواني التي صنعت تخليداً لذكري الأعياد التي احتفي بها “عج إيب” في قصره الجديد في منف.
اسم جديد
كذلك فيرجع الفضل الي “عج إيب” في أضافة اسم جديد الي ألقاب الملك وهو “ملك الوجهين القبلي والبحري” ووضع هذا الاسم تحت حماية السيدين “حورس” و “ست” حيث توحدا في شخص الملك، ودلالة ذلك أن الملك اخذ يجمع في شخصة ثنائية مصر وثنائية السلطة وهما سلطة “حورس” الضامن لكل توزان وسلطة الدمار في “ست” وهي الموجهة الي خارج البلاد.