حكاية قصر الأمير عمر طوسون.. أبرز المعالم المعمارية في حي شبرا
أميرة جادو
تضم أرض مصر العديد من الأبنية التي تعكس العراقة والتاريخ، وشكّلت متحفًا مفتوحًا يمكن من خلاله التعرف على الأساليب الفنية المختلفة والطراز المعماري الفني لهذه الحقبة الزمنية.
ووفقًا لما ذكر في كتاب “قصور مصر”، للكاتبة سهير عبدالحميد، تعتبر قصور مصر تاريخ لا يزال حيا لأنها ليست مجرد أمكنة وجدران وشوارع إنما هي سجل يخلد أسماء وشخوصا وأحداثا رمز لنمط عمارة ساد وظروف عصر خلا وثقافة مجتمع تقلبت عليها السنون وظلت تحمل شيئا من توقيعه لا يزال محفوراً في ومضة هنا وأخرى هناك.
حكاية قصر الأمير عمر طوسون
لازلنا في جولاتنا بين أحياء ومدن مصر، وتحديدًا في حي شبرا، حيث يقع “قصر الأمير عمر طوسون”، وعلى الرغم من أن القصر الذي نزوره اليوم تأثر بحريق وقع له منذ سنوات، إلا أن حديث الكاتبة عنه يدفعنا للنظر له بما يحمله من تاريخ مرتبط باسم مالكه.
شيد هذا القصر في عام 1892، على يد الأمير عمر طوسون، ويقع في شارع فضل الله العمري (طوسون سابقا)، وبعد ثورة 1952 تمت مصادرته، وتحول بعد سنوات إلى مدرسة ثانوية، وفي منتصف السبعينيات تعرض لحريق ضخم أتى على سقف غرفتين بالكامل وألحق أضرارا هائلة به، ورحلت المدرسة عنه بعد تسجيله ضمن قوائم الآثار الإسلامية عام 1982.
تصميم القصر
أسس القصر على مساحة 2000 متر مربع شاملة المبنى والحديقة، لكن هذه المساحة تقلصت مع الزمن، فعلى حديقته تأسست 4 مدارس، ورغم ذلك لاتزال قيمة القصر باقية في تصميمه المعماري، فله 4 وجهات تأخذ الاتجاهات الأصلية الأربع، وللقصر مدخلان رئيسيان، أحدهما بالواجهة الشرقية والآخر بالغربية، إلى جانب مداخل أخرى فرعية، ويتكون من طابقين وبدروم، الأرضي به غرف متفاوتة المساحة، والأرضيات معظمها مغطى بترابيع رخام حراري أبيض، وآخر مكسو بألواح خشبية، وفي البهو استخدمت أعمدة تنتمي لطراز العصر الأيوبي مصنوعة من الحديد الزهر.
ويضم الطابق الثاني عدد من الغرف المتفاوتة المساحة، وتشير الكاتبة إلى أن كثير من الملامح اندثرت داخل القصر، وكان في هذا الطابق غرفة بالركن الشمالي الشرقي تزين سقفها بزخارف نباتية ونقوش أخرى؛ مما يجعلها من المرجح أنها كانت غرفة الأمير.
من هو عمر طوسون؟
والجدير بالذكر، عرف الأمير عمر طوسون بالكثير من الألقاب التي تدل على مدى حب الناس له، مثل “أبو الفلاح” و”أمير الإسكندرية” و”البرنس المحبوب”؛ لوقوفه إلى جانب ثورة 1919 واهتمامه البالغ بالزراعة، وتحديدا القطن، وكتب في وصيته لأبنائه بندا يطلب منهم أن تمنح مكتباته التي تضم نحو 8000 كتاب إلى الهيئات المختصة، فالكتب التاريخية أوصى بها إلى المتحف اليوناني الروماني في الإسكندرية، والكتب العسكرية إلى المتحف الحربي.