حكاية شارع عائشة التيمورية.. خُصص للأمراء فقط وحُرم على عامة الشعب
أميرة جادو
يقع في قلب حي جاردن سيتي، درة أحياء القاهرة الأوروبية وموطن قصورها ومقر إقامة أعرق أسرها، فقد كان مجرد ممرا تظلله الأشجار الكثيفة بين قصور أمراء أسرة محمد علي، وأولها القصر العالي الذي بناه إبراهيم باشا بن محمد علي، وكان يمتد من نهر النيل إلى شارع قصر العيني، أي بطول المساحة التي يحتلها الشارع الآن، وقد كان شارع عائشة التيمورية في السابق موطن لراغبي الأنس والفرفشة، وفيه اختلى أحمد بن طولون بجارية حسناء، كان قد انجذب إليها، علاوة على أنه كان مهد سلاطين دولة المماليك البحرية،
ووفقًا لما جاء في كتاب “شوارع القاهرة”، فإن قصر إبراهيم باشا آل بعده إلى ابنه الخديوي إسماعيل، وفي عام 1863، تنازل عنه إسماعيل لوالدته، وفي مواجهته كان قصر أحمد باشا شقيق الخديوي إسماعيل، وبينهما كانت تمتد أرض شارع عائشة التيمورية.
وفي البداية وعلى مدى عقود، كان الشارع وحي جاردن سيتي، محظورًا ومحرمًا على أبناء الشعب المصري، فقد كان مغلقا تماما على أمراء الأسرة المالكة.
من هي عائشة التيمورية؟
هي أحد أبناء الأسرة الأرستقراطية، ولدت سنة1840، وقرر أبوها وأمها مناداتها باسمين، فاختارت الأم اسم “عصمت”، وهو اسم عربي بنكهة تركية، أما الأب فقد اختار لها اسم “عائشة”، وحتى لا يختلف الأب والأم حولها، اتفقا على أن تعرف في البيت باسم “عصمت”، وخارجه باسم “عائشة”.
ولم يتفقوا على مستقبلها، حيث اردت الأم أن تكون ابنتها مثل كل بنات عصرها، أي “زوجة مطيعة” تحسن الطبخ والتطريز وتجيد حياة القصور في الحرملك، بينما الأب كان يحس في ابنته ميلا للشعر وتذوق الأدب وحب القراءة؛ لذلك كان يعدها لمستقبل آخر مناقض تماما لكل بنات جيلها.
وبالفعل، برعت عائشة في الأدب، وكتابة الشعر بالعربية والفارسية والتركية، وكذلك كتابة الأعمال النثرة، والتي تعد من بشائر الأدب القصصي الحديث، وتعد أعمال عائشة تيمور أولى الكتابات المدونة للمرأة العربية في العصر الحديث من شعر ونثر.