حكاية حارة “الطوارق” ودرب “الملوخية”.. هذا سر تسميتهم
أميرة جادو
تحكي كل حارة ويحكي كل زقاق وعطفة في شوارع القاهرة القديمة، حكاية جميلة، عن سر هذا المكان وعبقه، وسبب تسميته.
حارة الطوراق
تتواجد في جنوب القاهرة الفـاطـمـيـة بالقرب من باب زويلة واسمها الأول يرجع إلى إحدى فرق الجيش الفاطمي، وعلى الرغم من أن الجبرتي ذكر إن سبب تسميتها مستمد من مهامهم العسكرية، حيث كانوا يقومون بحمل الطوارق أو المطارق، إلا أنه ينسب أيضًا إلى قبائل الطوارق التي يسكن بعضها الآن جنوب ليبيا والجزائر وشمال النيجر.
ورجح حمدي أبوجليل في كتابه “القاهرة شوارع وحكايات”، التفسير وقال إنه أقرب للحقيقة، فالجيش الفاطمي حين فتح مصر كان يعتمد على عدد من هذه القبائل، كما أن المنطقة التي تحتلها الحارة الآن كانت تجاور سوقا للرقيق المجلوبين من إفريقيا.
درب الملوخية
تقع في حي الجمالية بالقرب من منطقة قصر الشوق وتحول اسمها قبل حملة نابليون بونابرت على مصر إلي “درب الملوخية”، ويعود سبب تسميتها إلى الطبيب والباحث “ملوخية” وزير الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، أول الخلفاء الفاطميين في مصر، وظل اسمها هكذا حتى عمل أهله بتربية دود القز لاستخراج الحرير الذي كان يصنع في كسوة الكعبة، فسمي درب القزازين وظل هكذا حتى الآن، وتعد مهنة القزازين إحدى المهن المربحة حيث إنها كانت ثالث المواد الخام أهمية لصناعة النسيج في مصر الإسلامية بعد الكتان والصوف في ذلك الوقت.
كما سميت قديمًا باسم “قائد القواد” نسبة إلى حسين بن جوهر الصقلي الذي سكن بها عندما تقلد منصب قائد القواد فعندما مات والده جوهر القائد مؤسس القاهرة خلعه الخليفة العزيز بالله الفاطمي، ونصبه مكان والده ولقبه بالقائد بن القائد.
وعندما مات العزيز وتولى ابنه الحاكم بأمر الله قربه إليه وبعد ذلك تمكن الحاكم من قتل وزيره برجوان استدعى القائد حسين بن جوهر ووكله بتدبير أمور المملكة بعد برجوان القتيل، غير أنه لم يطلق عليه لقب أو اسم وزير واستطاع حسين القائد إدارة شئون البلاد بنجاح، وزهد في مظاهر السلطة والصولجان، ومنع الناس من أن يلقوه في الطريق، أو يركبوا إلي داره بالحارة، ومن كانت له حاجة كان عليه أن يبلغها له في القصر الفاطمي، كما منع الناس من مخاطبته في الرقاع “المكاتبات الرسمية أو المظالم” بسيدنا كما كانت العادة في مخاطبة رجال الحكم وقيل إنه كان يتشدد في ذلك لخوفه من غيرة الحاكم بأمر الله.
غير أن هذا لم ينقذه من تقلب أطوار الحاكم بأمر الله فأبعده تماما عن السياسة، ثم أمر بإلقاء القبض عليه وعلى ابنه وأمر بقتلهما في أحد أروقة القصر الغربي.