تاريخ ومزارات

 الصراع الأخير بين طبيب وحاكم: قصة سقوط سعيد بن توفيل

كان سعيد بن توفيل طبيباً نصرانياً ماهراً، يخدم في بلاط الأمير أحمد بن طولون، حيث رافقه في السفر والحضر. لكن العلاقة بينهما شهدت تدهوراً حاداً بسبب مرض الأمير الذي أُصيب به نتيجة تناوله كميات كبيرة من ألبان الجواميس. عندما طلب الأمير طبيبه سعيد وجده في بيعة بأنطاكية، مما أثار غضبه عليه.

من هو سعيد بن توفيل

عندما استدعى الأمير سعيد مرة أخرى وأغضب عليه، لم يتمكن سعيد من معرفة حال الأمير بدقة. وبعد أن تدهورت صحة الأمير بسبب تناوله طعاماً خاطئاً ليلاً، تزايدت علته واضطر للسفر إلى مصر، حيث تفاقمت حالته.

في مصر، عبّر الأمير عن استيائه من سعيد أمام إسحاق بن إبراهيم، الذي بدوره نصح سعيد بالرفق بالأمير. لكن سعيد كان صريحاً وأكد أن خدمته للأمير لا تختلف عن خدمة الفأر للقط.

عندما تفاقمت حالة الأمير، لجأ إلى طبيب آخر يُدعى هاشم، الذي تودد إليه بإعطائه الأدوية والمشورات الخاطئة، مما زاد من تدهور حالته. في النهاية، أصيب الأمير بالإسهال مجدداً بعد تناول السفرجل، مما أدى إلى اعتقاد الأمير بأن سعيد قد خانه. أمر الأمير بجلد سعيد وطاف به على جمل كعقاب على ما اعتبره خيانة.

توفي سعيد بن توفيل بعد يومين من هذا الحادث في سنة 279 هـ، وهي نفس السنة التي توفي فيها أحمد بن طولون. هذه القصة تبرز الصراع الداخلي في بلاط الحاكم بين الولاء والتضحية الشخصية والظروف التي يمكن أن تؤدي إلى سقوط الرجال في خدمة السلطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى