تاريخ ومزارات

التاريخ يعيد نفسه.. دروس قاسية من المغول والصليبيين وملوك الطوائف تكشف سر سقوط الأمم

في ليلة هادئة تحت ضوء القمر الذي ينعكس على صفحات التاريخ جلست متأملا ما يحدث اليوم في منطقتنا، مشاهد الماضي تتكرر أمامي وكأنها تعرض من جديد، تحمل نفس الألوان والآلام، وتكشف عن دروس لا تنتهي لمن أراد أن يعتبر

المشهد الأول كان زحف المغول، حيث امتدت السهول في أقصى الشرق ودولة الخوارزميين تزداد قوة، بينما السلاجقة في الأناضول يقاتلون للحفاظ على أراضيهم، والأيوبيون يحكمون الشام ومصر، والخليفة العباسي في بغداد يحيط به أمراء ودويلات متفرقة، الأمة كانت كالإخوة الممزقين، كل منشغل بسلطانه، والغزو يقترب كسيل لا يمكن وقفه، حتى اجتاح جنكيز خان وهولاكو بلاد المسلمين وأسقطوا المدن واحدة تلو الأخرى، فيما بقيت بغداد أسيرة غفلة خليفتها، فكان سقوطها بداية النهاية

المشهد الثاني هو الحملات الصليبية، حيث انطلقت الجيوش من أوروبا كالريح العاصف نحو الشرق، مصر في قبضة الفاطميين، العراق تحت العباسيين، والأناضول للسلاجقة، لكن الانقسام جعل الأرض سهلة المنال، كان من الممكن أن تنكسر الحملة الأولى لو توحدت الأمة، إلا أن الصراعات على العروش غلبت على مصلحة الجماعة، فانشغل الأمراء بمكاسبهم، وطالت الحروب، ودفع المسلمون ثمن الفرقة على مدى عقود

أما المشهد الثالث فقد وقع في الأندلس بعد سقوط الخلافة الأموية، حيث تقسمت الأرض إلى دويلات صغيرة يتنازع أمراؤها فيما بينهم، تحالف بعضهم مع الأعداء ضد إخوانهم، وسقطت المدن واحدة تلو الأخرى، ومع كل سقوط كانت الأندلس تقترب من نهايتها حتى تحولت إلى ذكرى باهتة في ذاكرة التاريخ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى