سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا.. أحد أيقونات شارع المعز التاريخية
أسماء صبحي
يعد شارع المعز متحف مفتوح يضم بداخله عمائر إسلامية لا أروع منها، واليوم سنتحدث عن هو سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا، وكانت بدايات السبيل في العصر المملوكي مثل سبيل المجمع قلاوون، ويتكون السبيل عادة من ثلاث مستويات، المستوي الأول الذي لا نراه وهو الصهريج ويوجد في باطن الأرض والذي هو خزان للمياه، بينما المستوي الثاني و هو حجرة التسبيل والذي يوجد بها حوض المياه وشباك التسبيل والذي من خلاله يشرب المارة ويأخذ معمر السبيل الثواب، بينما المستوي الثالث فهو الكتاب وذلك لتعليم الأطفال القرآن والقراءة والكتابة و بعض الحساب.
منشئ السبيل
أنشأ السبيل الأمير عبد الرحمن كتخدا بن حسين جاويش القاردوغلي، وهو من أمراء المماليك في عهد علي بك الكبير، وقد عين وتتدرج في المناصب العسكرية حتي أصبح مسئولا عن الجيش وذلك في عام ١١٥٠ ه، وترقى حتي صار جاويش وباش جاويش في سنة ١١٥٢ ه، وتولى رعاية مصلحة الأوقاف في عام ١١٦١ ه.
وتم بناء السبيل في عام ١١٥٧ ه / ١٧٤٤ م علي يد الأمير عبد الرحمن كتخدا، ويقع السبيل في شارع المعز عند تقاطعه مع شارع التمبكشية، وهو مواجه لقصر الأمير بشتاك المملوكي.
تكوين السبيل
ويملك السبيل ثلاث واجهات شمالية وجنوبية وغربية متشابهة تماماً و متساوية في الطول، وكلها تزخر بالزخارف وأشكال المقرنصات، وتتكون كل واجهة من عقد نصف دائري مرتكز علي عمودين من الرخام ويوجد في واجهتين من الثلاث واجهات فتحة معقودة بعقد نصف دائري ترتكز على عمودين حلزونين، ويغطي الشباك مشبكات نحاسية و التي من خلالها يقدم أكواب المياه للعابرين.
ويتوج واجهة السبيل ٦ صفوف من المقرنصات تحمل أرضية الطابق الأول (الكتاب)، ويقع مدخل السبيل علي شارع التمبشكية علي يسار الجهة الجنوبية وهو يشبه المداخل الجنوبية، وللسبيل رفرفين من الخشب مائلين ويبرزين عن الواجهة، وللسبيل أهمية كبيرة وذلك من حيث الزخارف التي يحتويها، وكذلك لأن السبيل يجمع ما بين الطراز المملوكي والطراز العثماني في الأسبلة وهو ما يسمي بـ “الطراز الهجين”.