عرض أميركي “مستحيل”.. الحكومة التركية تستعد لرفض فكرة بايدن
أميرة جادو
تواجه الحكومة التركية عرضًا “صعب القبول” قدمته وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” إلى الحكومة التركية، حيث تدرج واشنطن أنقرة في برنامج مقاتلات “F-35″، في حالة قيام تركيا بتزويد أوكرانيا بـصواريخ S – 400″”.
عرض أمريكي
طلبت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من الحلفاء الذين يستخدمون معدات وأنظمة روسية الصنع، بما في ذلك “S-300″ و S-400″”، التفكير في نقلها إلى أوكرانيا لصد العملية العسكرية الروسية، التي بدأت في 24 فبراير، ولم تعلق السلطات التركية على أي اقتراح أميركي يتعلق بنقل أنظمة S-400″” المملوكة لأنقرة إلى أوكرانيا، والتي كانت نقطة خلاف منذ فترة طويلة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
وتعليقا على هذا الاقتراح الأمريكي وفرص قبوله من الجانب التركي، يقول مهند العزاوي، رئيس مركز صقر للدراسات: “هذه المساومة ليس بهذه السهولة تقبلها بالنسبة لتركيا، فرغم أنها عضو في حلف الناتو ولديها التزامات ضمن هذا الحلف بالطبع، لكن لديها في المقابل التزامات أخرى في البحر الأسود والمضائق البحرية وفق الاتفاقات والمعاهدات الدولية”.
صعوبة الموافقة
وأوضح “العزاوي” إن تركيا توازن علاقاتها مع روسيا، مضيفًا: “ولهذا فمن الصعوبة أن توافق أنقرة على اعطاء هذه المنظومة الدفاعية لكييف، كما أن لديها جملة التزامات وفق عقود شراءها تمنع أنقرة من اعطاءها لدول أخرى أو استبدالها، لا سيما وأنها سلاح دفاعي عليه شروط وضوابط روسية صارمة، ولذلك فالموافقة التركية على هذه الصفقة الأميركية قد تبدو أمرا مستحيلا”.
كما ويمكن لروسيا تقنيا تعطيل هذه المنظومة الصاروخية متى أرادت ذلك، كما يوضح الخبير الاستراتيجي، مضيفا: “ولهذا لن تستطيع تركيا تخطي الشروط والتحديدات الروسية في هذا الإطار، والقبول تاليا بهذه المقايضة الأميركية بين منظومة إس 400 وبرنامج إف 35 هو من الصعب والمكلف جدا سياسيا واستراتيجيا وفنيا على أنقرة”.
رفض تركي
وفي السياق ذاته، يقول جميل آريز، الكاتب والباحث السياسي: “بشكل شبه قطعي فإن تركيا لن تقبل بالعرض الأميركي لها بتزويد كييف منظومة إس 400 الصاروخية الروسية، لقاء اندماجها في برنامج طائرات إف 35 الأميركية، وهي تبدو مقايضة تعجيزية، فليس سرا أن تركيا وإن كانت عضوا في حلف الناتو، تحرص خلال هذه الحرب الروسية الأوكرانية خاصة، على التمايز عن الموقف الأطلسي وعدم التورط في هذه الأزمة كطرف ضد آخر”.
وأضاف الباحث السياسي: “أتى الاجتماع بين وزيري خارجية روسيا وأوكرانيا في تركيا، والذي وإن لم يكن مجديا، لكنه مثل علامة على طبيعة الدور المحايد الذي تسعى له أنقرة خلال هذه الأزمة، ولهذا يكاد يكون مستحيلا أن تورط تركيا نفسها وتعادي روسيا، عبر خطوة تصعيدية خطيرة مثل هذه، قد تقود لردود فعل عنيفة من موسكو”.