باحث أثري يكشف لـ “صوت القبائل” أسرار كنيسة الخروج بالوادي الجديد وقصة بني إسرائيل

أميرة جادو
تضم محافظة الوادي الجديد العديد من المناطق السياحية التي تتميز بمقومات فريدة من نوعها، تستقطب الزوار والسائحين، خاصةً في المناطق الصحراوية، حيث يوجد بها 139 موقعا سياحيا وأثريا، علاوة على أنواع مختلفة من السياحة كالعلاجية والاستشفائية والسفاري والتي تكون مقصدًا للرحلات، بالإضافة إلى أنها تزخر بالكثير من الموارد الطبيعية، فضلًا عن امتلاكها العديد من المحميات الطبيعية.
ومن أشهر الأماكن التاريخية في الوادي الجديد، مقابر البجوات والتي تقع على بعد 3 كم شمال مدينة الخارجة خلف معبد هيبس، ويرجع اسمها إلى طرازها المعماري على شكل القبوات، ويرجع تاريخها من القرن الثاني حتى القرن السابع الميلادي، وتضم 263 مقبرة على شكل كنائس صغيرة بنيت بطراز القباب وتتوسطها أطلال كنيسة تعتبر من أقدم الكنائس القبطية في مصر، وأهم هذه المقابر مقبرة “الخروج” التي تحكى رسومها قصة خروج بنى إسرائيل من مصر يتبعهم فرعون بجنوده، وتليها مقبرة “السلام” وفيه صور ليعقوب والسيدة العذراء والقديسين بولا وتكلا، وتوجد على المقابر الأخرى نقوش ملونة وكتابات قبطية تحكى قصصا لتاريخ المسيحية في مصر.
وفي هذا الإطار، أوضح الباحث الأثري أحمد عامر، إن محافظة الوادي الجديد بها العديد من الأماكن الأثرية فنجد مقابر والتي تقع خلف معبد “هيبس”، ويرجع اسمها الحالي البجوات من أنها بنيت على شكل قباب، ويرجع تاريخ إنشائها عندما هرب الأقباط من اضطهاد الرومان في القرن السادس.
خروج بني إسرائيل من مصر
وأضاف الباحث الأثري، خلال تصريحات خاصة لـ”صوت القبائل العربية”، أن محافظة الوادي الجديد بها أيضا “كنيسة الخروج” التي بها رسوم تحكي قصة خروج بني إسرائيل من مصر، ويبلغ عدد هذه القبوات 263 مقبرة، كما نجد معبد “هيبس” الذي يعتبر أحد أهم معالم مدينة الخارجة، وترجع أهميته إلى أنه يمثل عصور تاريخية مختلفة وهي “الفرعونية” و”الفارسية” و”البطلمية” و”الرومانية”، هذا وقد وبدأ بناؤه منذ الأسرة 26 عام 588 قبل الميلاد، بالإضافة إلى معبد “الناضورة” والذي يقع في الجهة الشرقية الجنوبية لمعبد “هيبس”، وقد سمي بهذا الاسم لأنه استخدم في عصر المماليك للاستطلاع، وقد بني في العصر الروماني أوائل القرن الميلادي وما زال به بقايا لكتابات هيروغليفية ونقوش بارزة.
معابد مدينة الخارجة
وأشار “عامر” إلى أن محافظة الوادي الجديد بها معبد “الغويطة” الذي بني لعبادة الثالوث المقدس “آمون” و”موت” و”خنسو” من الأسرة 27، كما يوجد معبد “دوش” ويبعد عن مدينة الخارجة نحو 113 كم، بالإضافة إلى الخارجة القديمة وهي أبنية من الطوب اللبن شوارعها ضيقة ومتعرجة ومسقوفة بخشب الدوم النخيل، وقد بنيت من القرن العاشر الميلادي على طراز إسلامي تتوسطها عيون الماء.
اختتم الباحث الأثري، حديثه لـ “صوت القبائل”، موضحًا، أن المحافظة بها “معبد الزيان” من عصر البطالمة، ونشاهد على صخور “درب الغباري” نقوش إنسان ما قبل التاريخ، ومعبد من عصر الأسرة الـ19 في قرية البشندي، ومقبرة رومانية منذ القرن الأول الميلادي، والمصاطب الست ومسلتان صغيرتان، ومقبرتين لشخصين أحدهما “بادى أوزير”، والآخر “بادى باست”.