ما بعد الحرب.. ماذا ستخسر أوكرانيا إذا وقعت على “وثيقة الاستسلام”؟
أميرة جادو
لم يتم التأكد حتى الآن من ملامح النصر أو الهزيمة للقوات الروسية أو الأوكرانية، في الحرب التي دخلت بالفعل أسبوعها الرابع، إلا أن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الحليف الوثيق لنظيره الروسي فلاديمير بوتن، لوّح لأوكرانيا بما سماه “وثيقة الاستسلام”.
أكد الرئيس البيلاروسي، في تصريح مثير له، إن كييف إن لم تتوصل لاتفاق مع موسكو خلال المفاوضات الجارية برعايته، فستكون النهاية أن توقع على وثيقة استسلام.
وفشلت عدة جولات من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في وقف الحرب، ويبدو أن كلا الطرفين يرفض شروط الآخر للتهدئة.
“اعتراف رسمي بارتكاب أخطاء”
من جهته، أوضح إبراهيم محمد، المحلل العسكري والخبير في شؤون ترسيم الحدود، إن “اتفاقية الاستسلام وثيقة سياسية من الدرجة الأولى تتحكم في أمور عسكرية، وتنتهي بمقتضاها الحرب”، مشيرًا إلى أن “الدولة التي توقع على هذه الوثيقة يكون توقيعها اعترافا رسميا بأنها ارتكبت أخطاء في حق الدولة المنتصرة، وأنها ستقبل بكل الشروط التي تضعها الأخيرة مقابل إنهاء الصراع، وإعطاء النظام الحاكم في الدولة المهزومة أمانا جزئيا وسيطرة غير فعلية على أراضيه”.
وأوضح المحلل العسكري: أن “الدول المهزومة عند توقيعها تضطر للتنازل عن جزء من الأرض أو تفقد نفوذها، أو تفكك جيشها أو تغيير أيديولوجيته بشكل نهائي، كما أن نقاط التماس التي توضع تكون داخل الدولة المهزومة، وهذه يكفي بالتأكيد لإعلان إخضاعها لسيطرة الدولة المنتصرة، وإشارة لوجود تغير جغرافي”.
أشهر الوثائق
ووفقًا لما ذكره المحلل العسكري، فأن من أشهر وثائق الاستسلام في التاريخ الحديث تلك التي وقعتها اليابان وألمانيا، حين رضختا للحلفاء في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، وتنازل البلدان عن جزء من أراضيهما، والتزما بعقود باستراتيجية وضعها الحلفاء لبناء جيش له خطوط حمراء لا يتعداها.
ماذا ستطلب روسيا؟
وفي السياق ذاته، أوضح آدم صالح، المحلل السياسي المقيم في أوكرانيا، فإنه “في حال نجحت روسيا في كسر الجيش الأوكراني أو احتلال العاصمة بالكامل، أو إعلان قادة الجيش الأوكراني أن المقاومة أصبحت مستحيلة، قد تنتهي الأمور بتوقيع كييف وثيقة استسلام، ولا محالة ستنفذ ما تطلبه موسكو”.
وتوقع المحلل السياسي، أن “روسيا حينها ستفرض أولا خطوطا جديدة للحدود، وتعيد تشكيلها بحيث تكون مسيطرة على عدة مدن تضمن لها تأمين عمقها من أي عمليات أو صواريخ يضعها حلف الناتو بالقرب منها”.
وفي حالة حل الأزمة لصالح موسكو عسكريا، أشار المحلل السياسي: إلى أن ” أوكرانيا ستخسر الكثير، وستكون مضطرة إما للتنازل عن مدن أو تغيير النظام، أو تجد نفسها مقسومة لجزءين، أحدهما موال للغرب والآخر يميل نحو روسيا”، علاوة على أنها “قد تجد نفسها م ندون جيش إذا وقعت وثيقة استسلام، مع العيش وصاية روسية”، وعلى هذا يرى المحلل السياسي أن الأفضل هو إنهاء الأزمة بالحوار السياسي وليس العسكري.