ترامب يعود إلى البيت الأبيض بفوز ساحق يغير قواعد اللعبة العالمية
في مفاجأة مدوية على الساحة السياسية، نجح دونالد ترامب، المرشح الجمهوري، في تحقيق انتصار ساحق في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، محدثاً تغييراً جذرياً رغم التوقعات التي كانت تتنبأ بفوز منافسته، نائبة الرئيس كامالا هاريس. بتحقيقه أغلبية كبيرة في الولايات المتأرجحة، تمكن ترامب من انتزاع 277 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي، متجاوزاً عتبة الفوز المطلوبة بـ270 صوتاً، مما جعل عودته إلى البيت الأبيض كالرئيس السابع والأربعين واقعاً يعيد تشكيل المشهد السياسي الأمريكي والعالمي.
عودة ترامب تغير خريطة العالم وتخلق نظاماً جديداً
ووفقاً لمقال للكاتب مارتن كيتل نشره على موقع “الجارديان”، فإن فوز ترامب الثاني يحمل دلالات تتجاوز حدود الولايات المتحدة. هذا النصر يُنظر إليه باعتباره نقطة تحول تاريخية، تهدد الاستقرار العالمي وتفتح الباب أمام أجندة أمريكية جديدة غير تقليدية. ففيما كانت الولايات المتحدة تعتبر لعقود القوة الثابتة الداعمة للسلام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، قد يكون عهد ترامب الجديد إشارة إلى تحول في الأولويات. سيواجه العالم أجندة ترتكز أكثر على المصالح الاقتصادية وستتحول فيها العلاقات الدولية إلى معاملات تجارية مباشرة، مع تراجع في دعم جهود مكافحة التغير المناخي، وتوقعات بتقليص الدعم الأمريكي لأوكرانيا وتحديات جديدة أمام تايوان.
كما أن إعادة انتخاب ترامب تطرح تحديات كبرى على الديمقراطيات الليبرالية، حيث يخشى الأوروبيون من تأثيرات محتملة قد تدفع المملكة المتحدة نحو إعادة النظر في علاقاتها مع أوروبا مجدداً. ويعتبر كيتل أن هذا النصر الصادم قد يغير نظرة البريطانيين إلى علاقتهم بالولايات المتحدة، وقد يدفع نحو سياسة خارجية تركز على التعاون العملي مع أوروبا في مجالات الدفاع والأمن والتجارة، في وقت تشهد فيه العلاقات عبر الأطلسي توتراً متزايداً.
الحزب الجمهوري يهيمن على الكونجرس ويفتح الطريق لسياسات ترامب
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة “وول ستريت جورنال” إلى أن الحزب الجمهوري لم يحقق فقط فوزاً رئاسياً، بل أيضاً سيطرة كبيرة في الكونجرس، حيث انتزع أغلبية في مجلس الشيوخ وانتزاع عدد من المقاعد في مجلس النواب. هذه السيطرة ستسهل من تمرير سياسات ترامب المتعلقة بالضرائب وإعادة صياغة الأولويات الاقتصادية والاجتماعية التي طالما دعا إليها. وقد احتفل زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، بهذا الفوز واصفاً إياه بـ “اليوم العظيم”، مشيداً بأداء المرشحين الجمهوريين الذين تمكنوا من حصد دعم الولايات الحاسمة.
وفي ظل هذه الهيمنة السياسية، يبدو أن الحزب الجمهوري قد أغلق مسارات الديمقراطيين لتحقيق نجاحات في الكونجرس، مما يجعل من الصعب على المعارضة الديمقراطية تحقيق انتصارات في الانتخابات القادمة. رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون، أعلن أن الجمهوريين في موقع قوي للسيطرة على المجلسين، ما يضع الحزب الجمهوري في مقدمة المشهد السياسي الأمريكي، ويفتح الباب أمام عهد جديد من السياسات الداخلية والخارجية.