قبيلة كونسو بين نهر الأومو وكينيا.. (الجزء الثاني)
كتب – أحمد كمال ابراهيم
تعد قبيلة كونسو من القبائل المميزة في إفريقيا، إلا أن عاداتهم تختلف عن كثير من القبائل في البلاد المجاورة. وكانك تعيش التاريخ عبر أساطيره، كما انها تتمتع بمناظر خلابة تجذب السياح إليها.
الرجال يتفاخرون بلبس ملابس الحيوانات
ومن عاداتهم الغريبة هنالك من يقومون بتزيين أنفسهم بأشكال غريبة، بعضها أشبه بحيوانات بيئتهم. كما يزينون أجسادهم بألوان مختلفة بدلاً من لبس الملابس. ويعتبرون التعرى إرثاً فريداً لديهم، كما يعتقدون في الحياة الأخرى بعد الموت، لذا يقومون بتجسيم ( أشكال الميت) ووضعها أمام المنازل. أو في إحدى جوانب البيت، تخليداً، وتذكاراً للميت، كأنه لا زال يعيش بينهم.
كما يقومون بنحت أشكال على أعمدة من الخشب او الحجارة، التي يتم نصبها في المناطق العامة، وأحيانا حول المنزل. فتجد حول بعض المنازل عدد اً من الاعمدة أو النصب، لهؤلاء الموتى. ومنها ما يسمي (واقا ) وتعني الأب الكبير وهو منحوت خشبي أو حجري تخليدا للميت، ويتم نحت وجوه أو أشكال متعددة وأحيانا حيوانات بصورة جميلة.
وقبائل كونسو هم فنانون تشكيليون بالفطرة، كما أن لديهم مسلات حجرية ضخمة من الحجارة معروفة بإرث كونسو. وهي تعرض حياة الميت عبر كتابات متعددة، وتقام المدافن في الغابات الكثيفة والجبال العالية.
عادات الزواج والحياة في القبيلة
وأهل قبيلة ” كونسو” ، يتزوجون مبكراً في سن الخامسة عشر، ويشتهرون بتعدد الزوجات من ثلاث إلى أربع زوجات. كما يتوارث الرجال الزوجات عقب وفاة الشخص؛ أى أنه لا توجد عوانس هناك. كما يعتنقون بعض الديانات التقليدية، إلا أن الوثنية هى الطابع الذى يهيمن على أفراد القبيلة. ولقد حاول التبشيريون نشر المذهب البروتستانى المسيحى بينهم إبان عهد الجفاف، إلا أن محاولاتهم باءت بالفشل.
كما يتميز المكان بكثرة المواقع المرتفعة والجميلة والمناظر والمرتفعات غريبة الشكل، والتى تجاور ” الوادي المتصدع “. فتجد المرتفعات والغابات والجبال المتسلسلة؛ والتي تشكلت بفعل عوالم الطبيعة بأشكال غريبة هناك.
كما توجد هناك جبال تسمي نيويورك وهي تشبه مباني مدينة نيويورك العالية. فتجد المدرجات الزراعية التى ابتنها، إلى جانب طبيعة التضاريس الجميلة والغريبة الشكل. كما تتوافر في المكان المعادن الكثيرة، والتى تعد ثروة قومية هناك، كما يقول الباحث والمعنى بالقرن الإفريقى أ. / هاشم على حامد.
كما تهتم قبيلة كونسو كثيراً بالحيوانات، إذ يعتبرون الأبقار والماشية ثروة يتعايشون معها في بيوتهم البدائية المبنية من الطين، والقش. وتُقيم أهمية الأبقار من حيث أعدادها ومواصفاتها، وهي جزء أصيل في الممارسات الاجتماعية من زواج أو غيره.
وتُصنف كونسو ضمن القبائل الزنجية التي تماثلها قبائل عدة في القارة الأفريقية، ويتصف أفرادها بالشجاعة. والحرص على حماية ماشيتهم وأرضهم التي يعتبرونها إرثاً لا يخضع للتنازل أو المساومة.
إنها إفريقيا، بلاد الغرائب والعجائب، حيث يحيطها النيل عبر منابعه الأولى التى تحمل الثقافة والأساطير، وتحمل القصص والحكايات المثيرة. إلى جانب جمال الطبيعة الخلابة لنهر الأومو الذهبى الساحر. حيث القمر يصنع خلوداً وبهاء وسموقاً وروعة عند الغروب، وفى الليل الساحر.