قبائل و عائلات
قصة حرب الفجار بين قبيلتي “كنانة” و “قيس عيلان”.. وسبب تسميتها
أسماء صبحي
حرب الفجار هي إحدى الحروب التي حدثت في العصر الجاهلي بين قبيلة كنانة ومنهم قريش، وقبائل قيس عيلان ومنهم هوازن وغطفان وسليم وثقيف ومحارب وعدوان وفهم، وقد وقعت في عام 43 قبل الهجرة.
سبب قيام حرب الفجار
كان من أسباب قيام حرب الفجار أن النعمان بن المنذر كان سيعين قائدًا على القافلة التجارية المحملة بالحرير والطيب والمسك والتي ستتحرك من الحيرة إلى سوق عكاظ حتى يقوم هذا القائد بحمايتها، وكان أمامه شخصان أحدهما كان البراض بن قيس بن رافع الكناني ولم يكن محل للثقة، والآخر هو عروة بن عتبة بن جعفر الهوازنى وكان يسمى بالرحالة لكثرة سفره وترحاله، فاختار النعمان عروة مما دفع البراض الكتاني إلى قتله بسبب أن عروة قد سخر منه بعدما اختاره النعمان لهذه المهمة.
وانطلق عروة بالقافلة إلى سوق عكاظ، وقام البراض بتتبعه وانقض عليه وقام بقتله، ثم انطلق بالقافلة إلى سوق عكاظ، وعندما بلغ قبيلة هوازن خبر قتل البراض لعروة الرحالة حتى ثاروا وقررت القبيلة أن تثأر لقتيلها، فتم شن هذه الحرب على قبيلة كنانة التي طلبت المساعدة من قبيلة قريش.
نبذة عن حرب الفجار
حدثت حرب الفجار بعد عام الفيل بعشرين عامًا بعد وفاة عبد المطلب جد الرسول باثني عشرة سنة، وفي السنة الخامسة عشرة من عمر النبي صلى الله عليه وسلم، وانتهت وهو في السنة العشرين من عمره عليه الصلام والسلام، وقد وقعت في سوق عكاظ وكانت الحرب بين قبيلة قريش ومعهم قبيلة كنانة ضد قبيلة هوازن.
وقد وقع القتال بين كل من الفرقتين في الأشهر الحرم، واستمرت الحرب لمدة أربع سنوات، حيث كانت تتجدد كل عام وذلك بسبب أن قريش كانت تتراجع وتدخل الحرم، فتتوعدهم قبيلة هوازن بالحرب في العالم القادم وقد ظلت تجدد هذه الحرب حتى أربع سنوات.
وانتهت حرب الفجار بالصلح بين القبائل بشرط أن تدفع قبيلة قريش دية لقبيلة هوازن بعدما قاموا بعد القتلى بين القبائل، وكان عدد القتلى في قبيلة هوزان يزيد عشرين رجلا عن قبيلة قريش، وقد ترك بعض سادات القبيلة أبنائهم رهنا حتى قاموا بدفع الدية ثم انتهت الحرب.
سبب تسمية الحرب بهذا الاسم
سميت حرب الفجار بهذا الاسم لأنها حدثت في الأشهر الحرم، وقد استحلوا فيها الكثير من المحارم وقاموا بقطع الكثير من الصلات مع القبائل وقطع الارحام، وقد قال ابن كثير في البداية والنهاية: “وإنما سمي يوم الفجار بما استحل فيه هذان الحيان كنانة وقيس عيلان من المحارم بينهم، وقيل لأن البراض قتل عروة في الشهر الحرام”.