قبائل و عائلات

أبناء «الهلايل» أرعبوا الإسرائيليين فى القتال.. وأحدهم عُرف بصائد الطائرات

بنو هلال.. قبيلة فى حب مصر

تظللنا ذكرى انتصارات مصرنا الغالية في حرب أكتوبر المجيدة، حرب الكرامة التي استعدنا فيها سيناء الحبيبة، وثأرنا لشهدائنا الأبرار وحررنا كامل التراب الوطني من عدو غاشم ظلوم .

وإيمانا منا بدور القبائل العربية التي استوطنت مصر منذ قديم الأزل، حيث انصهر أبناء القبائل العربية في بوتقة أم الدنيا واندمجوا في نسيج المجتمع المصري وكانوا له لُحمة وسداة .

فلزم علينا إلقاء الضوء على بطولات “الهلاليين المصريين” الذين شاركوا في حرب أكتوبر1973، يذودون عن حياض الوطن باذلين النفس والنفيس فداء لمصر الغالية، ملبين نداء الواجب، يحملون أرواحهم على أكفهم، وقد عاهدوا الله على نصرة وطنهم الغالي، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

 

وحروب بني هلال ضد إسرائيل قديمة خلدتها السيرة الهلالية، حيث يشيد الدكتور شوقي عبد الحكيم في كتابه سيرة بني هلال – مؤسسة هنداوي – بدور أبطال السيرة الهلالية في حربهم ضد اليهود حيث يقول نصا:- فما أن استدرج الكاهن اليهودي الأبطال، حتى حلت بهم النكبات التي استغرقت فصلًا كاملًا من فصول السيرة على النحو التالي:

ولما أصبح الصباح، وأضاء بنوره ولاح، واجتمعت بنو هلال عند أبو زيد، وقالت: ما هذا المصاب؟ وما يكون من الجواب؟ قال لهم: «قوموا بنا في ساعة الحال، ندور عليهم في البراري، ونفحص عن هذه الأحوال.» فبينما هم كذلك، وإذا برجل صابر في تلك الدكادل فساروا إليه، فسلموا عليه، فرد السلام، فقال له أبو زيد: «يا أبا العرب، أنت من أين؟ وإلى أين قاصد؟» فقال له: «يا أمير، أنا كنت في صهيون، وسائر إلى بغداد، وتلك العيون.» فقال: «ما عندك من الأخبار؟» فقال: «اعلم بينما كنت أمس حائرًا في تلك الناحية، إذ وجدت أبا بشارة العطار، ومعه ثلاثة أمارة وخيارهم من بني هلال، ولكن واقعون في أوشم الأضرار، وأخذهم إلى قلعة صهيون، ووضعهم في الحديد والأغلال، وهذا ما عندي من الأخبار، وإذا كنتم ذاهبين إلى خلاصهم، ارجعوا واستجيروا بالله، لئلا يصير فيكم مثلهم؛ لأنه ما يقدر أن يصل إليهم.» فقال له أبو زيد: «من أي شيء؟» فقال له: «من أبو بشارة؛ لأنه سحَّار مكَّار لا يُطلى له بنار، ولكن أنتم من أي بلاد؟» فقال له: «من بلاد الحسار والقطهف.» فلما سمع الساعي كلامهم تركهم، وسار إلى حال سبيله، وأما أبو زيد فإنه قال لفرسانه والأبطال: «ما يكون عندكم من الرأي والإرشاد؟» فقالوا: «الرأي عندك يا ابن الأمجاد.» فقال لهم: «ارجعوا إلى الأطلاع، وأنا وزيدان نكفي لهذه الأحوال.» فعندها رجعت العرب، وأما أبو زيد وزيدان ساروا في سلك البراري والقفار طالبين قلعة صهيون في تلك الأوطان؛ إذ نظروا أبو بشارة العطار يدور في تلك البراري، وسايق قدامه الحمار، فلما نظرهم وقف حتى وصلوا إليه، وصاروا بين يديه، فصاح فيهم، وقال لهم: «ويلكم أيها الأنذال، وقعتم في أوشم الأحوال، وقعت يا أبو زيد أنت وزيدان، وتظنوا أن مكركم يدخل عليَّ، والله يا أبو زيد لا بد أقتلك وأريح الناس منك.» فقال له: «من عرفك بيننا حتى تعادينا؟» فقال: «عارفكم من وقت ما خرجتم من أوطانكم.»

فلما نظر أبو بشارة من أبو زيد تلك الفعال، خاف من الوبال، فقبض كوشة من التراب، وعزَّم عليها ثم حدفها على أبو زيد، وإذا برجليه قد لبست في الأرض، وكذلك يده يابسات ومرفوعات إلى فوق رأسه، فعُدم حواسه، ثم أنه أبو بشارة زعق في أبو زيد بصوت هائل، كأنه الرعد الصايل، ورفعه في يده ما شاف نفسه إلا وهو طائر ما بين الأرض والسماء هو وزيدان.

 

وعبر سلسلة من الانتصارات السحرية، التي يحرزها اليهودي أبو بشارة ضد أبو زيد وبقية أبطال بني هلال عبر قلاع وأماكن خربة، لحين استعانة أبو زيد بالخضر أبي العباس، دون عون.

أما في حرب أكتوبر فقد شارك الكثير من أبناء قبيلة بني هلال في تلك الحرب المجيدة نذكر منهم نماذج مشرفة :-

 

أولا : الشهيد جندي قدري عبدالحميد عبدالمجيد الأجرب العياشي الزغبي الهلالي، من مواليد قرية المرازيق مركز البدرشين –محافظة الجيزة ، كان يخدم بسلاح الصاعقة خاض حرب اليمن سنة 1966 ثم شارك في حروب 1967 – 1973 حاز على المركز الأول بسلاح المدفعية تحت قيادة العقيد عبد الحليم أبو غزالة، واستشهد يوم 10 أكتوبر 1973 أثناء اقتحام كتيبة إسرائيلية، بعد قتل 15 من أفرادها حسب رواية شهود العيان. كرّمه الرئيس السادات بمنحه نوط الشجاعة من الطبقة الأولى .

البطل جندي عبد الله نوبي من أبطال أكتوبر

الحاج عبدالله نوبي محمود إبراهيم حماد بدر، من مدينة أسوان – محافظة أسوان مواليد عام ١٩٥٣ ، التحق بالقوات المسلحة المصرية عام ١٩٧٣بسلاح الدفاع الجوي ك ٥٥٢ دفاع جوي بالفرقة ١٩ ملحق للواء الخامس مشاة تحت قيادة الرائد محمد رفعت ، وملازم أول محمد الشحات طه رحمة الله عليهما، على الشاطئ الغربي للقناة ثم بعد ذلك تم تمركز الكتيبة في سيناء، بجوار عيون موسى على الشاطئ الشرقي حيث تم التعامل مع الطيران الإسرائيلي واستطاع أن يصيب طائرة للعدو الاسرائيلي وإسقاطها في أرض سيناء وتم أسر الطيار، كما أصاب طائرة أخرى وفرت هاربة.

 

بعد حادث الثغرة تم حصار الجيش الثالث بالكامل ومنهم ك ٥٥٢ في أرض سيناء لمدة ٦ شهور، حيث شهدت هذه الفترة حربا أخرى أبدى فيها البطل ورفاقه مهارات حربية رائعة أذهلت العدو على أرض سيناء الطاهرة.

وكان أهله في هذه الفترة قد أيقنوا باستشهاده مع زميله وابن عمه الشهيد شوقي عابد وبعد فك الحصار وانتهاء الاتفاقات، نزل أول أجازة لأسوان مكللا بتاج النصر .

 

وهناك المئات من بني هلال شاركوا في حرب أكتوبر المجيدة، حيث قدموا أروع الأمثلة للتضحية فداء للوطن وهم على استعداد للموت ألف مرة تلبية لنداء الوطن، ففازوا بإحدى الحسنيين النصر أو الشهادة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى